فرحة عارمة اجتاحت كل الأوساط السياسية والجماهيرية بمحافظة سوهاج، عقب إعلان حل المجالس المحلية وإلزام المجلس العسكرى بتنفيذ القرار البعض بالقرى أطلق الأعيرة النارية، ابتهاجا بهذا الحكم والبعض الآخر قرر أن يقيم سرادق لقراءة القرآن احتفالاً بهذه المناسبة وتلقى العزاء فى آخر فلول الحزب الوطنى، الذين مازالوا يتلقون تعليماتهم حتى الآن من قيادات الحزب المنحل أملا فى العودة .
فى البداية يقول زين عبدالحكم ناشط حقوقى أن قرار حل المجالس المحلية يعد حدثا تاريخيا كان ينتظره الشعب المصرى، وقد كانت تلك المجالس على مختلف مستواياتها صورة صارخة من صور القهر والتحكم والاستبداد التى يفرضها الحزب الوطنى بداية من الترشيحات ثم التصويت ثم إلاعلان النتائج حيث كان يقوم مسئولى أمن الدولة بمنع أى شخص من التقدم للترشح فى هذه المجالس إذا كان من خارج مرشحى الحزب الوطنى حتى يتسنى لقائمة الحزب النجاح بالتزكية وإذا حدث وأن نجح شخص أو أكثر فى الوصول إلى الترشح من خارج الحزب الوطنى يكون مصيرهم التهديد أو الإرهاب أو تزوير الانتخابات ضدهم.
هذا بالإضافة إلى شعور المواطن بمدى الإستهانه به عندما يفرض عليه أشخاص غير مرغوب فيهم لقضاء مصالحهم وأن الهدف من المحليات فى الفترة الماضية ليس قضاء مصالح الناس بل هى مصالح مادية، بالإضافة إلى أن الخدمات داخل المجالس المحلية كانت تباع وتشترى قررات التخصيص أعمدة الإنارة ويتم المساومة على كل هذه الخدمات وكل هذا انتهاك لحقوق وكرامة الإنسان .
ومن جانبه أكد الدكتور مصطفى رجب الكاتب والأستاذ الجامعى أن الحكم عبر عن واحد من أهم أحلام الثورة ويجب عدم الألتفاف على الحكم بدعوى الإنتظار لحين صدور تقرير مفوض الدولة لأن هذه المجالس جميعا جاءت بالتزوير حتى العناصر التى لا تزيد عن 1% ممتلة لأحزاب المعارضة الكرتونية مثل التجمع والوفد وغيرها جاءت بمباركة الحزب الوطنى فهذه المجالس لا تمثل شعب مصر ولا تؤتمن على مستقبل مصر بعد التخلص من سادتهم الذين جاؤا بهم لإدارة تزوير الإنتخابات وأننى أدعوا إلى المسارعة فى تنفيذ القرار ودعوا مجلس الوزراء فى إجتماع الأربعاء القادم لإعلان الالتزام بتنفيذ الحكم حكم حل المجالس المحلية .
وعلى جانب آخر، أكد محمد خلف سليمان، عضو مجلس محلى محافظة سوهاج مستقل ، أن القرار قد لبى أحد مطالب الثورة التى تم الإعلان عنها من اليوم الأول فى الثورة. وأضاف صبرى المعبدى رئيس مجلس محلى مدينة طما أن القرار يضع المجلس العسكرى فى مأزق تشريعى، حيث إن القرار يعطى المحافظين سلطات مطلقة فى إصدار القرارات بدون رقابة شعبية حتى ولو كانت المجالس المحلية جاءت بشكل مزور، حيث أمامه حاليا الإعلان عن إجراء انتخابات المحليات خلال 60 يوما أو تعديل قانون المجالس المحلية، وإما الوضع الأخير الاستحواذ على سلطات المجالس المحلية كما فعل فى سلطات الرئيس ومجلسى الشعب والشورى.
بينما أكد محمد عامر أبو سداح عضو مجلس محلى مركز طما أنه سوف يعتزل الحياة السياسية، موضحا أن الوقت حان ليتولى جيل جديد مقاليد الامور فى البلد، لعل الحال ينصلح على أيديهم .
بينما أكد المواطنون أنهم سعداء بحل المجالس المحلية، حيث يرى كمال العطيفى عضو محلى مدينة ان المحليات كانت تقوم بدو هام فى تخصيص الأراضى الخاصة بالمشروعات الخدمية.
ويضيف خالد فيشار عضو محلى مركز طهطا ان المجالس المحلية كانت تقوم بدور رقابى وان كان ضعيف بحكم ضعف جميع الاجهزة فى ظل النظام البائد الا أنها كانت ورقة ضغط على الاجهزة التنفيذية. فيما يرى صلاح خنوس المحامى أنها - المجالس المحلية – كانت تساند الحزب الوطنى فى كل ما يفعله من فساد فى البلد وتشاركه المولية ويجب محاسبة كل رموز الفساد.
ويضيف حسن أبو النصر أمين الحزب الناصرى بان المجالس المحلية كانت تطفى صفة شرعية للفساد وان الذين نجحوا فيها نجحوا بالتزوير. وقال بدرى عليوة عضو محلى قروى كل ما يعنينا ان تسير البلد نحو الاصلاح والخير والبناء والتعمير.
ويرى مرسى عبد الحفيظ عضو محلى مركز مستقل ان الحياة السياسية فى مصر سوف تشهد تغيرا جزريا ويروى كيف تم رفع اسمه من قبل امن الدولة ثم اعادته مرة اخرى قبل الانتخابات الماضية مباشرة. وعن ردود أفعال المواطنين قام بعض المواطنين بالقرى بإطلاق الأعيرة النارية إبتهاجا بهذا الخبر وتعبيرا عن مدى الكبت الذى عاشوه خلال السنوات السابقة التى أسموها بالسنين العجاف بينما قررأحد المواطنين عمل سراذق كبير ليتلقى به العزاء فى المجالس المحلية لأنها آخر مسمار فى نعش الحزب الوطنى.
