د. طارق النجومى يكتب: هنلعب رجالة

الأربعاء، 29 يونيو 2011 02:53 م
د. طارق النجومى يكتب: هنلعب رجالة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان لى صديق يعشق لعب كرة السلة منذ الطفولة.. برع فيها وانضم لفريق مدينته.. بدأت مباريات الدورى ولسبب ما استقال مدرب الفريق بعد أن خاضوا عدة مباريات.. أتوا بمدرب آخر.. وفى أول مباراة يخوضونها مع المدرب الجديد سأله أعضاء الفريق ما الخطة التى سنلعب بها ياكابتن..؟؟ تلعثم الرجل للحظة ثم رد سريعا.. هنلعب رجالة..!!

تذكرت تلك القصة الطريفة وأنا أشاهد والحسرة تملأ قلبى حال بلادى.. منذ طفولتى وحتى الآن أعايش حالة من العشوائية.. عشوائية فى التربية.. عشوائية فى الدراسة من المدرسة حتى الجامعة.. عشوائية فى الدراسات العليا.. عشوائية فى جميع مصالح الدولة.. عشوائية فى الشارع.. عشوائية تحيط بالإنسان فتهدر وقته ومجهوده وماله وصحته.

عندما قامت ثورة 25 يناير وسطر الشعب ملحمة وأيام من أخلد وأعظم أيامه.. لأول مرة فى تاريخه قام على قلب رجل واحد قائلا لا.. لا للذل والقهر والهوان.

فرض الشعب إرادته وقام بالتغيير.. صحيح أنه تغيير ناقص، فما زالت بعض أذناب الفساد متواجدة على الساحه بعد أن لونت جلودها كالحرباء وبعضهم مازال تواجده مؤثرا.. رغم ذلك فالثورة كانت إنجازا عظيما لا ينكره إلا جاحد.

الثورة الآن وكل الجهود يجب أن تكون على إعادة بناء الدولة والقضاء على عشوائيتها.. إذا كنا نتطلع لأن نضع أقدامنا على طريق التقدم فلنعمل على تطبيق معايير الجودة فى كل شئون الدولة ما بعد الثورة.. والجودة معناها أن يؤدى العمل بالطريقة الصحيحة من أول مرة.. إن نظرية التقدم عن طريق المحاولة والخطأ ومن ثم التعلم من الأخطاء لهى مرحلة قد تجاوزتها جميع الدول التى تريد أن تتقدم.

لنضع القواعد والضوابط كدستور لأى عمل.. يشتمل على كل تفاصيله الكبيرة والصغيرة.. هذا هو الدستور الذى ستتقدم به دولتنا وليس فقط الدستور السياسى الذى فرق الشمل وشتت الجهود وأصبح لاهم لنا إلا هل الدستور بعد الانتخابات كما جاءت نتيجة الاستفتاء أم قبله لمن يريد ضرب الحائط بنتيجة أول استفتاء نزيه فى تاريخ هذا الوطن سواء وافقنا على نتيجته أم لا.

أناشد كل مخلص وشريف له سلطة فى هذا الوطن أن يولى الشرفاء والمخلصين من أصحاب الخبرة وأهل الهمة والحزم على قمة كل مؤسسة من مؤسسات الدولة ولنبدأ فى وضع بروتوكولاتها ودستورها وتطبيقه بكل حزم وشدة لاهوادة فيها.

هذه هى ثورتنا القادمة وبدونها سنضل الطريق.. لانريد أن نجد أنفسنا كفريق يلعب رجالة ونجد أنفسنا كالذى يجرى فى البرية بدون هدف ولا خطة ولا نظام.. الحماس وحده لايبنى الأمم فلنتق الله فى وطننا ولنفيق قبل فوات الأوان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة