منظمات المجتمع المدنى العربية تنتقد المساعدات الغربية المشروطة

قالت صحيفة "الجارديان" إن رفض مصر لقرض صندوق النقد الدولى بسبب شروطه قد دفع نشطاء عرب إلى انتقاد الشروط المرتبطة بتقديم المساعدات الغربية للدول العربية. واعتبر هؤلاء النشطاء أن هذه الشروط تهدد بتقويض العدالة الاقتصادية والاجماعية التى تمثل قلب الربيع العربى.

وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء النشطاء حذروا عبر الشبكة العربية للمنظمات غير الحكومية للتنمية، من أن تحرير التجارة والاستثمار وإزالة القيود التى تدعو إليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى كجزء من حزم المساعدات، قد ساهمت فى اندلاع الإضطرابات فى المقام الأول.

وأوضح بيان مشترك صادر عن 65 من جماعات المجتمع المدنى العربية إن مثل هذه الشروط لا يجب أن يتم تعزيزها من خلال أشكال متعددة من الشراكة وحزم المساعدة التى يتم الترويج لها باسم دعم الديمقراطية. وأضاف البيان أن الطريق إلى التنمية فى أى بلد يجب أن يقرره شعبه من خلال العمليات الدستورية والحوار الوطنى.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحذير جاء بعد قرار مصر عدم الاقتراض من صندوق النقد الدولى بعد مراجعة ميزانيتها وتخيفض العجز فى الميزانية من 11% إلى 8.6% من إجمالى الناتج المحلى.

ولفت البيان إلى أن صندوق النقد الدولى كان حتى سبتمبر الماضى يثنى على الإصلاحات الاقتصادية فى تونس، مشيراً إلا أن تلك المؤسسة الدولية تريد الترويج لنفس تلك النماذج الاقتصادية الآن وكأن شيئا لم يحدث، وذلك من خلال الشروط المرتبطة بحزم المساعدات الجديدة.

وكانت مؤسسة "كاونتر بالاس" التى تراقب بنك الاستثمار الأوروبى، وتضم مجموعة من المنظمات الأوروبية غير الحكومية، قد قالت إن الحكومات الغربية تميل إلى الخلط بين التحول إلى الديمقراطية والانتقال إلى التحرر الاقتصادى لأنه يخدم مصالحها، وأضافت أن بنك الاستثمار الأوروبى على سبيل المثال، كان فاعلاً فى المنطقة على مدار ثلاثين عاماً دون تحقيق نتائج تنموية ملموسة لشعوبها.