قال الكاتب السيناريست محمد السيد عيد، إن ثورة يوليو1952، قامت لأسباب فنية بجانب هدفها الرئيسى وهو التخلص من النظام الملكى والأهداف الستة التى سعت لتحقيقها، وذلك بعدما قرأ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال فترة صباه رواية "عودة الروح" للأديب الراحل توفيق الحكيم وحلم بتطبيقها على أرض الواقع.
وأضاف عيد خلال الندوة التى عُقدت مساء أمس الاثنين بدار الكتب، تحت عنوان "الفن المصرى والثورات عبر التاريخ"، إن ثورة عرابى 1881 لم تخلف وراءها أى إرث فنى وذلك لأن مصر تعرضت للاحتلال الإنجليزى بعدها بفترة قليلة وخاضت كثير من الحروب، ولم يبق خلال تلك الفترة من الأشكال الفنية والإبداعية سوى الشعر والخطابة وغاب المسرح والسينما والرواية والقصة القصيرة عن المشهد تماما، قائلا: وعندما جاءت ثورة 1919 كان بالفعل لها كثافة فنية مُدهشة وكان لها تجلياتها الفنية التى لا تنحصر فإذا تحدثنا عن الغناء فنتذكر سيد درويش الذى أحدث نقلة حقيقية فى الموسيقى بعدما أدرك دوره الوطنى وان الله أعطاه موهبة عليه أن يستغلها فى خدمة بلده.
وأشار عيد على أنه بجانب الموسيقى التى ازدهرت بعد ثورة، ظهر أيضا الاهتمام بفن النحت والمسرح وظل الوضع هكذا حتى جاءت ثورة يوليو التى مثلت نقلة أخرى فى تاريخ الفن المصرى، وفيما يتعلق بثورة 25 يناير ودورها فى إنتاج الفن والإبداع قال عيد: بلا شك أن الفن مهد للثورة وإنها ارتبطت منذ بدايتها به ولكنها لم تقدم حتى الآن إبداع خاص بها حتى وقتنا هذا وننتظر أن تعبر عن جيل فنى جديد خلال المستقبل.
فى حين قال الفنان أحمد ماهر: إن الفن مرآة عاكسة، يؤثر ويتأثر بكل مناحى الحياة وهذا يتجلى فى الحراك الثورى القائم فى الشوارع المصرية فنرى الجداريات والملصقات على الجدران فى كل مكان ومن وجهة نظرى أرى أن الفن ليس وليد فترة بعينها ولكنه مُتأصل فى تاريخ الشعب وذلك لأنه الفاعل ووقود أى ثورة والمُحرض عليها.
وتحدث ماهر عن الفتنة الطائفية التى باتت مصر تشهد ارتفاع وتيرتها الآن، قائلا: الفتنة الطائفية شئ غريب علينا تماما، وما يحدث مدسوس فينا ومقصود به إننا نتحول إلى لبنان أو عراق آخر واتمنى الا يحدث ذلك وأن يستمر الإخاء والتسامح بين المسلمين والأقباط، كما كان دائما من قبل وأن يتحول كل إنسان إلى فرد أمن ويحمى بيته وشارعه حتى نقضى على العنف وكافة أشكال البلطجة.
وقال الفنان أحمد وفيق، إن الفن ثورى بطبيعته ويشترك الطرفان- الفن والثورة- فى أن كليهما يطالبا بالحرية ويتحديا العوائق.
وأضاف وفيق: عندما نزلت إلى ميدان التحرير ووجدت حولى مختلف الفنانين ظننت اننا بصدد عمل فنى واكتشفت الفرق بين الفنانين الحقيقين والآخرين الزائفين الذين كان علينا أن نطردهم خارج الميدان وفعلنا ذلك معهم، وخلال ثورة 25 يناير نجح الفن الحقيقى أن يسقط نظرية الفن الإدعائى السياسى الذى يقوم على نظرية أن الحاكم دائما لا يعلم.
وأوضح وفيق أن النظام السابق هو الذى تسبب فى هجرة الفنانين على الخارج، رافضا أن تكون الأفلام الجديدة عن الثورة ما هى إلا مجرد استثمارا لها، وشدد وفيق على ضرورة ألا يذهب الفنانون ويتصدرون المشهد فى المشاكل الطائفية حتى لا يتشابهون مع الممثلين الذين اعتمد عليهم الرئيس السابق فى معالجة كل شئ قائلا : هذه طريقة مبتذلة وأرفض تماما أن يتمك تشكيل وفد من الفنانين لزيارة أطفيح أو إمبابة على سبيل المثال بحجة تهدئة الأوضاع لأن هذا ليس دور الفنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة