قال الكاتب البريطانى المخضرم، ومراسل الصحيفة فى الشرق الأوسط روبرت فيسك، إن الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد ربما يُجبر على تقديم استقالته خلال الأسابيع القادمة فى ظل ما يواجهه من أزمة سياسية أكبر بكثير من المظاهرات الشعبية الكبيرة التى اندلعت فى أعقاب إعادة انتخابه رئيساً عام 2009 وما صاحبها من أعمال عنف، حيث تهدد الأزمة الحالية بالإطاحة به وبالمقربين منه فى الحكومة.
وأضاف فيسك فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية قائلاً: إنه فى واحدة من أكثر الإنقلابات الدراماتيكية فى تاريخ الجمهورية الإسلامية، فإنه من المتوقع أن يتم إسقاط أحمدى نجاد بسبب التأثير المفرط لصديقه ونسيبه المقرب منه ورئيس ديوان الرئاسة اسفنديار رحيم مشائى، الذى يُلقى عليه مسئولية إقالة وزيرين للمخابرات وإثارة غضب آية الله على خامنئى، المرشد الأعلى للثورة.
وقد بدأ الساسة الإيرانيون يتكهنون بالفعل، حسبما يقول الكاتب البريطانى، باسم المرشح لخليفة أحمدى نجاد، والأوفر حظاً هو على أكبر صالحى وزير الخارجية ورئيس الوكالة الإيرانية الذرية لمدة أربع سنوات. ويأتى ذلك بعد حملة التطهير التى شملت ثلاثة من الحلفاء المقربين لرحيم مشائى والذين تم اعتقالهم خلال الأسبوع الماضى من قبل الأجهزة الأمنية، فى حين ظل أحمدى نجاد صامتاً على نحو غير معهود. وتم توجيه اتهامات الفساد لكل من محمد شريف مالك زادة، الذى عمل لفترة قصيرة كوزير للخارجية، وعلى أصغر بارهيزكار مدير منطقة أرفاند للتجارة فى الشمال، وعلى رضا مقيمى، وتعد تهمة الفساد خطيرة فى إيران حيث يوجد خط رفيع يفصل "الفساد على الأرض" عن "معاداة الله".
ويعتقد فيسك أن الظلام سيحل قريباً على رحيم مشائى، ومن ثم أحمدى نجاد نفسه. ويشير إلى أن السقوط المحتمل لأحمدى نجاد يمثل قصة مثيرة أكثر من أى رواية فارسية أخرى وتحمل تحديات للتراث الإسلامى فى إيران، كما أنها تمثل حالة من الغطرسة السياسية للرئيس نفسه فى ظل سيطرة كاملة من جانب المرشد الاعلى آية الله خامنئى على كل السلطات.
ويقارن البعض المأزق الذى وقع فيه أحمدى نجاد بما تعرض له آية الله منتظرى سيد على حسين، الرجل الذى اختاره الخومينى، المرشد الأعلى السابق خلفاً له ثم سرعان ما تم إبعاده بعد أن ظهر أن زوج ابنته له الكثير من السلطان عليه. وفى حالة أحمدى نجاد، فإن من يهيمن عليه هو صديقه ونسيه رحيم مشائى الذى تزوجت ابنته من نجل الرئيس.
روبرت فيسك: أحمدى نجاد سيجبر على الاستقالة خلال أسابيع
الثلاثاء، 28 يونيو 2011 11:36 ص