بدأ الدكتور نبيل العربى مهامه الرسمية كأمين عام للجامعة العربية فى ظرف صعب لا يحسد عليه، فالعالم العربى من الخليج إلى المحيط، تتلاطمه أمواج التغيير، وتلاحقه أجندات أجنبية من كل صوب وحدب، تهدف إلى إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة.
وإذا تركنا مصر وتونس جانبا الآن، وراهنا على تطور التجربة حتى ولو كانت صعبة، وحتى لو أخذت وقتا أكثر مما تبيعه لنا النخبة فى البلدين، فإن على الأمين العام للجامعة العربية أن يدلف مباشرة فى ملفين لا يحتملان أى تأجيل، وهما ليبيا وسوريا.
كتبت هنا فى 21 فبراير الماضى أن طريق الثورة الليبية ليس مفروشا بالحرير، ولن يكون بنفس السرعة التى مضى بها قطار التغيير فى مصر وتونس، بل أعلنت تخوفى من أن ليبيا تمضى إلى التقسيم.
اليوم يبدو الوضع فى ليبيا أصعب بكثير مما كتبت فى فبراير الماضى، صحيح أن شرق البلاد قد استقر تحت قبضة المجلس الوطنى الانتقالى، بينما الغرب يعيش معارك يومية فى عدة مناطق منها محيط مصراتة والجبل الغربى، لكن الصراع المسلح لن يحسم الوضع فى ليبيا لا لصالح الثورة.. ولا لصالح القذافى، ورغم أن المعارضة تتوسع وتسيطر على أراضى أكثر من ذى قبل، لكن القذافى لا يزال يتمتع بنفوذ فى عدد من المناطق منها مسقط رأسه سرت، وسبها، إضافة إلى سيطرته على معظم الغرب الليبى، وتدين له بعض القبائل بالولاء، ولا تزال قدراته العسكرية على الأرض قائمة وفاعلة.
ورغم أن التدخل العسكرى الغربى، منح المعارضة القدرة على الحفاظ على الأراضى التى يسيطرون عليها، ومنع تراجعهم، ووفر حماية جوية لقوات المعارضة فى أكثر من مكان، وقضى على الدفاعات الجوية لقوات القذافى، لكن استمرار الغارات الجوية بنفس القدر والكمية، وفى ضوء سحب الكونجرس التمويل الأمريكى لعمليات حلف الأطلنطى فى ليبيا، فإن الحسم لا بد وأن ينتقل من الأرض إلى مائدة التفاوض.
وهنا على الجامعة العربية التى نقلت الملف الليبى إلى مجلس الأمن، أن تعيد الإمساك بهذه القضية مرة أخرى، لتدير بنفسها العملية السياسية، من أجل حسم الصراع العسكرى فى لبيبا ووقف آلة القتل اليومية من الجانبين.
قد لا تكون المعارضة الليبية على استعداد للجلوس إلى مائدة التفاوض الآن، وقد ترى بنظرة ضيقة أن السيطرة على الشرق وتزايد الاعتراف الدولى بها، مبررا للاستمرار فى الوضع الحالى، لكنه يجب أن يكون معلوما للعرب جميعا أن هذه الأوضاع ستؤدى فى النهاية إلى تقسيم ليبيا، وليس إلى إسقاط القذافى وإعادة توحيد التراب الوطنى الليبى.
وأتصور أنه على العربى الدعوة لمؤتمر للحوار الوطنى تشارك فيه الأطراف الليبية كافة بما فى ذلك ممثلون عن القذافى، من أجل البحث عن انتقال سلمى للسلطة، وبناء الوطن الليبى والبقاء عليه موحدا، مقابل خروج أمن للقذافى من السلطة وعدم محاكمته.
قد يرى بعض الليبيين ضرورة إسقاط القذافى ومحاكمته، لكن إذا كان هذا النصر بعيد المنال، وثمنه باهظ جدا فإن المصلحة الليبية والعربية تستدعى الحسم عبر مائدة التفاوض وليس فى ساحات الحرب.
وأعتقد أنه على العربى أن يبدأ بمفاوضات مع قادة حلف الأطلنطى، والدول العربية الفاعلة فى الحملة العسكرية على ليبيا خاصة قطر والإمارات وهما تمولان جزءا كبيرا من فاتورة العمليات العسكرية للضغط على المعارضة الليبية للقبول بالجلوس إلى مائدة التفاوض، وعلى الدكتور نبيل العربى أن يستهل عمله فى الجامعة العربية بالملف الليبى، وهو سيجد دعما من مصر والجزائر وتونس والسودان لحل هذه الأزمة، لأن الدول الأربع هى أكثر الدول العربية تضررا من استمرار الحرب الليبية، ويجب على جميع الأطراف إدراك حقيقة أن ليبيا تعيش حربا بلا نصر.
عدد الردود 0
بواسطة:
ليبي يعشق مصر
هكذا نعرف مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
ليبي ثائر
القضاء على القذافي ومحاسبته مطلب شعب ليبيا
عدد الردود 0
بواسطة:
حـامـد غـانـم
مقال حيادى وموضوعى ، و أكثر من رائع...
عدد الردود 0
بواسطة:
أم ربيعة
الــى تعــليق رقـــم (2)
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد فهمى
إحباط تهريب 33 ألف طلقة و8 بنادق آلية من ليبيا بالسلوم
عدد الردود 0
بواسطة:
معاذ حفنى
الاستقواء بالأجنبى..
عدد الردود 0
بواسطة:
هند فوزى
لا حول ولا قوة الا بالله ..
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد كردوشة
خلاص طلعتوا القذافى برىء ..
عدد الردود 0
بواسطة:
مـــاهـــر
العربى .. المصرى العربى بجد ..
عدد الردود 0
بواسطة:
مـــــــــروة
أمل العرب الجديد