لكل شىء قانون ينظمه، فالسماوات والأرض والشمس والقمر وغيرهم من أمور الكون "لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون"، ولهذا فإن سيدنا إبراهيم – عليه السلام – حينما أراد أن يرد على من جادله فى أمر الموت والحياة، رد عليه بالقانون الدائم لهذا الكون فى الحياة الدنيا "فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين" .
فإذا انتقلنا إلى الملاعب، سنجد أن لكل لعبة قوانينها الخاصة، فما يصلح لتنظيم لعبة كرة القدم يختلف عن كرة السلة وكذلك الكرة الطائرة وغير ذلك من الألعاب الجماعية وكذلك الألعاب الفردية، مثل حمل الأثقال والمصارعة وغير ذلك أيضا، لكلٍ قانونه ونظامه وكذلك لوائحه التى تتضمن عقوبة على كل مخالف لهذه اللوائح والأنظمة، منها إيقاف وطرد من الملاعب وهو ما يعرف فى كرة القدم (الكارت الأحمر) أو الإنذار بالطرد (الكارت الأصفر)، وما بين ضربة حرة مباشرة أو غير مباشرة.. الذى يهمنى فى الأمر أن هذه اللعب جميعها لها لوائحها وتعليماتها، ومن يخرج على ذلك يتم توقيع العقوبة المنصوص عليها فى اللوائح، وفى كثير من الأحيان يتم قبول ذلك وأحيانا يتم الاعتراض بتقديم شريط فيديو من زوايا مختلفة حتى يظهر خطأ الحكم فى تطبيق اللائحة وليس بالتهكم على اللائحة ذاتها.
ومن المقرر والمعلوم أن اللوائح جهد بشرى قد يرى واضعوها أو من لهم الحق فى إعادة النظر فيها وتعديلها، ولكن إلى أن يتم التعديل فإن الجميع يحتكم إلى القانون أو اللائحة إلى أن يتم التعديل.
أذكر هذا كله وأنا أنظر إلى ردود الفعل الخاصة والعامة بمناسبة ما اتخذه مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين بخصوص الأخوين الكريمين أ.د. عبد المنعم أبو الفتوح وأ.د. محمد السيد حبيب بخصوص ما نسبته إلى الأخوين لجنة تحقيق مختارة ومنتخبة من مجلس شورى الجماعة، ولو أن هناك رأياً فى أن أسلوب الاختيار أو اللائحة القائمة يرضى عنها أو لا يرضى عنها من يشاء، ولكن يبقى الاحتكام إليها قائما إلى أن يتم تعديل اللوائح والقوانين بمعرفة الجهات المختصة بالجماعة.
ولى على الضجة الإعلامية التى صاحبت قرار مجلس الشورى ملاحظات، أوجزها فى الآتى:
1- إن نسبة كبيرة من الأجهزة الإعلامية تستغل أى فرصة لمحاولة الإيحاء بوجود خلافات عميقة فى جماعة الإخوان.
2- النقد الدائم والمستمر لكل أمر يخص هذه الجماعة، فى محاولة لتشويه صورتها أمام المجتمع، وكأننا أمام طبعة جديدة لنظام مبارك (نيولوك).
3- عدم الموضوعية والدقة فى عرض الأمور، سواء ما يخص هذا القرار أو غيره من القرارات الأخرى.
وأحب أن أنوه فى هذا الصدد بالآتى:
1- الأخوان الكريمان أ.د. عبد المنعم أبو الفتوح، أ. د. محمد السيد حبيب، يحفظ الإخوان لهما كل الود والاحترام، والذكريات الطيبة.
2- إن كل خروج على نظام الجماعة لا بد من اتخاذ قرار تجاه من يفعل ذلك، وإلا صارت مؤسسة اللانظام، وهذا فى الواقع ضياع لأى جماعة تنتهج هذا الأسلوب ويصير الفوضى شعارها.
3- إن الإخوان لم تسئ إلى الأخوين الكريمين بأى لفظ من بعيد أو قريب، ولكن لوائحها يعرفها الجميع، والجميع كان قائما على احترامها.
4- إن الأخطاء الداخلية تعالج داخليا والأخطاء العلنية تعالج علانية.
5- إن الجماعة لابد أن تكون صادقة مع نفسها من عدم ترشيحها لأحد أو مساندتها لمن يترشح من المنتسبين إليها وإلا فقدت مصداقيتها.
وفى الختام:
- أحمل كل الاحترام لقرار مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين، خاصة فى عدم ترشيح أحد أفرادها لرئاسة الجمهورية أو مساندة من يترشح ممن ينتسب إليها.
- أحفظ الود لكل مسلم، وأتمنى التوفيق، والله وحده سيحاسب الناس على نواياهم.
- أدعو كل من ينتسب للإخوان إلى حفظ العهد والبيعة، وليعلم أن هذا أمر ليس للعبث أو اللعب.
حفظ الله كل من يعمل لصالح مصر
ووفقنا جميعا إلى رضاه
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د محمود
ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس استشاري جمال حسين
ما شاء الله تحليل موفق ورائع
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
النظام
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad abdelaziz
اصلاح الجماعة
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم نافع
الإخوان رضى الله عنهم . . . .
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود السويسى
بصدق والله العظيم
عدد الردود 0
بواسطة:
hend
غريبة جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
الي تعليق 5 كريم نافع
احييك علي تعليقك
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح الشريف
والله العظيم رائع
تحليل رائع.. وفّق الله الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء الهادي
الى رقم 5 و 8