أحمد عبد الله جاد يكتب: أمنية مستحيلة

على الرغم من أنى أعلم أنها مستحيلة إلا أننى قررت أن أكتبها ورزقى على الله كل ما اتمناه أن أبقى هنا كل ما أتمناه ألا أغادر من هنا ألا أترك هذا المكان وإليكم الأسباب:
كلنا وأنا أعرف أن الأسباب التى تدعونى لمغادرة مكان ما هى إلا أكون مستريح فيه وأن أجد مكانا أفضل منه وهذا مالم يحدث أبدا.

فالمكان الذى أنا فيه هو أجمل مكان فى الكون هو أروع مكان فى العالم فلماذا اتركه، علمت أنا المكان الذى سأخرج إليه هو أبشع مكان يمكن أن تكون فيه فكيف أكون فى مكان هو أشبه بالجحيم مكان كل قلب فيه لئيم مكان ضيق لعين، فيه الكره عيينى عينك والشر والسواد على كيفك، فيه كله بيفكر فى نفسه وبيخاف على نفسه وبيعمل لنفسه، مكان كان جميل زمان لما كانت القلوب بيضه والنفوس صافيه والحب بين الناس زى الكره دلوقتى ماشى.

أروح هناك ليه؟؟ أروح هناك علشان أتعلق بحد وأحبه وفى الآخر يسبنى ولا علشان أتجوز وأخلف وما أعرفش أربى ابنى؟ ولا علشان أحارب علشان لقمة عيش ولا علشان أموت نفسى علشان أعيش؟ بزمتك ينفع أروح هناك وأسيب هنا وأسيب اللى أنا فيه.

آه نسيت أحكيلكو على المكان اللى أنا فيه مكان مش واسع بس مكفينى ومش حر بس مدفينى، وما فيهوش حتى جرنان يغمنى ولا تليفزيون ببرامجه يزلنى، ولا كمبيوتر ولا نت، ولا حد معايا أفضل أتكلم معاه، فيه حب وحنان فيه إيمان وأمان فيه أكل وهوا وأنا راض بيه مكان.

لكن لازم أسيبه
عدت الأيام وفاتت وخلاص جه المعاد ولازم أخرج من مكانى اللى بحبه وأروح للمكان اللى مش بحبه وأنا جوه مستخبى شوفت نقطة نور وأيد بتحاول تشدنى مسكت فى مكانى بس ما أقدرتش حسيت أن المكان نفسه بيطردنى واستسلمت لايد الدكتور وشدنى من رحم أمى وصرخت وبكيت وبكيت وبكيت سيبونى عايز أرجع مكان ما جيت، لكن لا حياة لمن تنادى.

وشدنى الدكتور من رجلى وكمان ضربنى وضحك وأنا أبكى، ومن كتر البكا تعبت ونمت ومرت الأيام واتعلمت الحاجات اللى تخلينى أعيش فى مكان مش بحبه علشان كده قلت أمنية مستحيلة.