عثمان محمود مكاوى يكتب: الانتماء من منظور حسين سالم

السبت، 25 يونيو 2011 10:58 م
عثمان محمود مكاوى يكتب:  الانتماء من منظور حسين سالم حسين سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحديث عن رجل الأعمال حسين سالم المتهم فى قضايا عدة والهارب فى أسبانيا يأخذنا إلى مناقشة قضيتين أساسيتين الأولى هى قضية الانتماء عند حسين سالم، حيث إننى لم أفاجأ لسماعى أن المتهم المقيم فى مايوركا بأسبانيا قد تخلى أو فى سبيله للتخلى عن جنسيته المصرية، وذلك كى يعرقل مطالبة الحكومة المصرية للحكومة الأسبانية لتسليمه إليها للتحقيق معه فى قضايا فساد كبيرة حدثت داخل مصر.

موضوع تخلى حسين سالم عن الجنسية المصرية يأخذنا إلى الحديث عن قضية الانتماء لديه، فأمثال حسين سالم يكون انتماؤهم للدينار والدرهم فهم عبيد له، وهو سيدهم . فأنا لا أتخيل كيف يتنازل مواطن عن جنسيته التى هى عنوانه فى نفس الوقت؟! مما يجعلنا نعيد فهمنا لمعنى الانتماء الذى هو أكثر من مجرد أوراق وكلمات مكتوب عليها هويته أو فى جواز سفر مدون به جنسيته، لأن للانتماء شروط ينبغى توافرها فى المواطن تظهر فى أفعاله وسلوكياته، التى ينتهجها تجاه وطنه من واجبات يجب القيام بها من حرصه على أمن الوطن والتضحية والفداء ومحاربة الفساد والقضاء على الظلم وتقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية للأفراد والعمل على رقى الوطن ونهضته.

وبذلك صار لدينا صنفان من المنتمين صنف ينتمى لهواه وذاته وحب النفس وآخر ينتمى لوطنه بمعنى الكلمة. من منّا لا يفخر بانتمائه لمصر صاحبة الموقع الجغرافى المتميز الذى جعلها بوابة للعالم كله وتاريخيا حيث مصر فجر التاريخ وأقدم وأعظم الحضارات التى عرفها التاريخ الإنسانى بل لا أبالغ إذا زعمت أنها صانعة التاريخ مما جعلها محط أنظار العالم ومنحها دورا وثقلا لم يتح لغيرها. أما القضية الثانية فهى تأخذنا إلى السؤال عن كيف كان يحيط الرئيس السابق مبارك نفسه بمجموعة من الفاسدين والمفسدين الذين امتلكوا مقدرات البلاد وبدل من حراستها والخوف عليها سرقوها وقاموا بنهبها وهم موجودون الآن فى طرة منتظرين ماذا ستسفر عنه التحقيقات معهم، أما حسين سالم فهو من أشدهم وأكثرهم سرقة لأموال الشعب. لا ينكر أحد أنه بقيام ثورة 25 يناير ما كنا قرأنا عن هؤلاء وما كنا لنراهم وهم مسجونون داخل طرة منتظرين نهايتهم وهى حصاد ما زرعوه من آثآم وإفساد للوطن.

الحديث عن هذه القضايا التى لا تزال ماثلة أمامنا تزكم الأنوف تأخذنا إلى السؤال لماذا ترك الرئيس السابق مبارك العنان لأولئك النفر لسرقة أموال الشعب؟ وكيف كان يصرح فى كل جيئة وذهابا بأننا دولة محدودة الدخل والموارد رغم سماعنا لكل هذه المليارات التى يمتلكها من كان بأمرهم المنع والمنح!! بالفعل كانت تحكمنا عصابة لكن حين أراد الله كشف الغمة. قدّر لمصر والمصريين مجموعة من الشباب التف حولها الشعب المصرى بكل طوائفه وطبقاته. فأصبح حكام الأمس وأعزة القوم أذلة يحاكمون ويقبعون فى نفس السجون التى زجوا بداخلها معارضيهم ومن يفتح فاه شاكيا من سوء الوضع.

إن هؤلاء المفسدين قد ركبوا مصر وامتصوا خيراتها وهى ضعيفة وحين قويت مصر واشتد عودها سارعوا بتركها وابتعدوا عنها وتنازلوا عن انتمائهم إليها. لكن ربك بالمرصاد. فما رماها رام أو باغ إلا وانقلبت سهامه عليه مرة أخرى وبقيت مصر حرة أبية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة