شريف عصام يكتب: الداخلية بتقولك اطمن!

السبت، 25 يونيو 2011 01:59 ص
شريف عصام يكتب: الداخلية بتقولك اطمن! ضباط شرطة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر بنا الأيام ونحن لا نزال نعانى من انسحاب الشرطة حتى يومنا هذا، فبالرغم من التواجد المحدود لرجال الشرطة فى كافة الأقسام، وتحسن الحال عن سابقه – إلى حد ما - إلا أن ذلك لا يعد كافيا لبث الطمأنة والأمان فى قلوب الملايين، وإذا ارتضينا بهذا التواجد الضعيف وفوضنا أمرنا لله فلن يتقبله السياح، ولن يكونوا مجبرين على زيارة هذه البلد فى ظل هذا الفراغ الأمنى. من المتعارف عليه أن حملات الدعاية دوما ما تكون من أجل الترويج لسلعة ما ليقبل عليها المستهلك، ويربح المستثمر أو لتوعية الناس، أو لحثهم لتجنب فعل شىء معين، ولكن الحملة التى تبنتها وزارة الداخلية تحت عنوان "اطمن" كانت غير مفهومة بالمرة.. لأن ما تضمنه الإعلان كان مخالفا للواقع تماما، فتجد فى هذه الحملة عدة مشاهد مختلفة، سواء لقطاع طريق أو بعض اللصوص، وغيرهم من الخارجين على القانون يهاجمون المواطنين الأبرياء، وينتهى الإعلان بالنهاية السعيدة، ويتم القبض على هؤلاء جميعا من قبل رجال الشرطة. وبالنظر للواقع الذى نعيشه الآن تجد الوضع مختلفاً، فما أكثر جرائم السرقة فى أيامنا هذه، وأيضا حوادث القتل التى ازدادت أيضا بمعدلات كبيرة، نظراً للغياب الأمنى، فتجد الجميع (يأخذ حقه بذراعه)، فلن يجد من يحمى له حقه أو يأتى له بحق مسلوب.

فلا يجد أمامه سوى القيام بذلك الدور مما يخلق حولنا جواً من الفوضى العارمة، هذا كله يعد فى السياق اليومى المعتاد، أما غير المعتاد هو ما حدث مؤخراً فى مباراة الاتحاد السكندرى الأخيرة من انفلات أمنى، سبق وأن شاهدنا مثله تمام فى مباراة الزمالك الشهيرة بمعركة الجلابية.. فبالرغم من وعود الداخلية بعدم تكرار ذلك، إلا أنه تكرر دون أى اختلاف قد يذكر، وبالتزامن مع هذه الحملة جاء فى موضوع التعبير لطلبة المرحلة الأولى للثانوية العامة فى موضوع التعبير سؤال يطلب منهم أن يكتبوا رسالة يحثون بها رجال الشرطة للعودة للخدمة من جديد! تجد نفسك يوميا تسأل نفسك السؤال ذاته.. هو الشرطة ربنا هيكرمها وترجع امتى؟ فليست أربعة أشهر كافية لكى تستعيد الشرطة عافيتها وتعود من جديد؟! وهل يتم تأهيلهم بالفعل للتعامل مع المواطنين بشكل جديد يتماشى مع المرحلة الجديدة التى نمر بها، أم أنهم يرفضون العودة؟ كل هذه أسئلة مشروعة، ومن حق أى فرد أن يطرحها لعله يجد الإجابة التى تريحه من السادة المسئولين.

الأمر لا يحتاج لحملات دعائية أو وعود تقال من أجل تهدئة الأوضاع، فالناس لن تتقبل كل ذلك، ولن يكون سبباً فى شعورهم بالأمان، وأن تقبلته فسيكون من باب السخرية فقط، فالأمر أبسط من ذلك بكثير، فكل ما يتطلبه الأمر عودة الشرطة لسابق عهدها – أقصد بها الثقة والتواجد المكثف وليس سوء المعاملة- وبكامل قوتها وأن تقوم بدورها التى تتقاضى عنه راتبها الشهرى على أكمل وجه، وحينها لن نحتاج لتلك الحملات، والتى تشبه فى وقتنا الحالى إعلانات أفلام الخيال العلمى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة