وضعت أرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وثيقة بمثابة خارطة طريق ترمى إلى دعم عمليات التحول الديمقراطى فى العالم العربى وذلك خلال المؤتمر الذى عقدته المنظمة فى 21 من يونيو الجارى فى باريس، وتقوم الخارطة على محورين أساسين وهما التعليم واحترام حقوق الإنسان.
وتحدد "خارطة الطريق" الشروط الأساسية للنجاح فى بناء دول ديمقراطية. وإلى جانب التعليم وحقوق الإنسان، تركز هذه الوثيقة على قضايا الحكومة، والمؤسسات الديمقراطية، والمواطنة، والمشاركة الفعالة للنساء والشباب، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وحرية التعبير.
وألقت المديرة العامة كلمة افتتاحية وصفت فيها الأحداث الأخيرة فى الدول العربية بأنها ثورة ديمقراطية واجتماعية كبرى، مشددةً على الدور المهم لليونسكو فى هذه المرحلة الانتقالية.
وقالت بوكوفا خلال المؤتمر: "إن الديمقراطية وحرية التعبير بحاجة إلى التعليم ومحو الأمية، مما يتيح لكل شخص الاطلاع على المعلومات والتعبير عن أفكاره والحصول على فرصة عمل". وأضافت: "يُفترض فى الديمقراطية أن تتمتع الشعوب بالوسائل اللازمة لحماية تراثها وثقافتها من اللصوص الذين يستغلون البؤس ويطمسون الهويات. ولكى تتطور الديمقراطية، فإنها بحاجة إلى العدالة والمساواة بين المواطنين والحد من وطأة الفقر".
وشمل المشاركون فى هذا الحدث رئيس المعهد العربى لحقوق الإنسان، عبد الباسط بن حسن، والمحامية علياء الشريف الشمارى من المحكمة العليا التونسية والمحكمة الجنائية الدولية، وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي، روبير بادينتير. وشدد جميع المشاركين على ضرورة بذل كل الجهود اللازمة لتفادى تبسيط القضايا المعقدة خلال عملية التحوّل الديمقراطى، مضيفين أن التدابير المتخذة يجب أن تكون مستدامة من أجل التصدى للتحديات المتمثلة فى إرساء الديمقراطية أو إحيائها أو حمايتها. وجرى كذلك التشديد على ضرورة إعطاء الأولوية لدور النساء والشباب بوصفهم جهات فاعلة رئيسية فى الحياة السياسية.
وشكلت المناقشات التى طبعت هذا الحدث ليوم واحد نقطة انطلاق حوار متواصل مع مجموعة من الجهات الفاعلة لدعم العملية الانتقالية واستكمال الأنشطة التى شرعت فيها اليونسكو فى المنطقة العربية.
وتجدر الإشارة فى هذا الصدد إلى أن اليونسكو بدأت بمجموعة من الأنشطة فى تونس ومصر لتعزيز حريات وسائل الإعلام، وتزويد المهنيين العاملين فى وسائل الإعلام بالمساعدة اللازمة للمرحلة التى تسبق الانتخابات. وفى مصر، تعمل المنظمة أيضاً لمساعدة الشباب على المشاركة فى عملية اتخاذ القرارات السياسية، وحماية التراث الثقافى، ومساعدة الحكومة فى جهودها الرامية إلى تعزيز محو الأمية والاندماج فى هذا العالم المترابط.
ويجرى إعداد الأنشطة المضطلع بها فى الكثير من البلدان العربية فى إطار برنامج اليونسكو لإدارة التحولات الاجتماعية (موست) بغية تقليص الفجوة بين الواقع الاجتماعى والسياسات الحكومية عن طريق تعزيز بحوث التحولات الاجتماعية الإجرائية المنحى.
ومن الأمثلة على هذا النوع من الأنشطة، حلقة عمل إقليمية لثلاثة أيام عنوانها "بحوث بشأن السياسات فى مجال إعداد ورصد وتقييم سياسات وآليات الحماية الاجتماعية وتحويل الأرصدة النقدية فى المنطقة العربية". وستُنظم حلقة العمل هذه فى بيروت فى الفترة من 27 إلى 29 يونيو، وستكون حلقة العمل الإقليمية بمثابة منتدى لتبادل المعارف بين باحثين وراسمى سياسات إقليميين ودوليين وخبراء من وكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة