عصر ما بعد الثورة بات تحت المجهر بين المتعاطفين مع مبارك والثائرين عليه ومع احترام وجهات النظر المختلفة، والبعد عن إلقاء تهم الخيانة على أحد، لكن من الغريب أن نجد من يدافعون عن رئيس مخلوع بثورة شعبية من كل الطوائف والأعمار والطبقات.
والأغرب أن تراهم صادقين فى هذا الشعور ومنحازين إلى جعله بطل ومتأسفين على محاكمته، والعجب العجاب تحول بعض الثائرين إلى متعاطفين مع المخلوع مستشهدين بنازع الرحمة ومتوجسين خيفة من المرحلة الانتقالية، مما دفعنى للتساؤل والتوضيح.
هل يعتقدون أن المرحلة الانتقالية هى عصر ما بعد مبارك وكيف يرون عصر مبارك بغير أعيوننا!!
فعلى الصعيد السياسى المرحلة الانتقالية (الطور التمهيدى لمكاسب الثورة) ظاهرة طبيعية بعد الثورة تتسم بالتشتت السياسى لاختلاف الأفكار وكثرة الصفوف وقلة الخبرة السياسية فى انتقاء نظام سياسى كامل على المستوى القومى من برلمان وأحزاب وصياغة الدستور، الأمر الذى يدفع الساسة إلى العمل على توحيد الأفكار وزيادة الخبرة السياسية من خلال المناقشات وطرح الأفكار وتقييمها واختيار المناسب وتطبيقه، وهنا تكمن فائدة المرحلة الانتقالية وهو تحويل التشتت إلى تركيز وقلة الخبرة إلى ارتفاع الوعى وعندما يحدث هذا فتلك نهاية البداية لدولة ديمقراطية قلبا وقالبا من غير عودة إلى الديمقراطية الكاذبة التى سجنت من قال (كفاية) لابد من (التغيير) المشروع لى ولكل (الإخوان) حتى أستعيد أمجاد (أسلافى) بالمختصر اعتقلت كل الألسنة الناطقة وكبحت كل الهمام الراغبة فى تحسين الأوضاع كيف يا عاقل تؤيد قطع لسانك وتعارض حريته!!وترضى بالمناخ السياسى الفاسد.
أما على الصعيد الأمنى فالانفلات كان بأمر من حكومة مبارك بفتح السجون لنشر الجريمة وغرس الخوف فى قلوب المواطنين من الثورة وهذا المرض يا صديقى (المتعاطف) هو ما أصابك به مبارك قاتل الثوار والثورة بريئة من ذلك الاتهام بشفاعة حماية المتحف المصرى أثناء الثورة واللجان الشعبية واقتران اسم الثورة بكلمة سلمية أو بيضاء، وأنصحك أن تبحث عن فيديو لمواطن عادى يستجوب سائق سيارة شرطة وبجواره ولد، قال المواطن، من هذا الولد، فيرد السائق ابن الباشا اللواء. فيرد المواطن ويشرح تورط هذا الباشا اللواء فى توصيل ابنه من المدرسة إلى البيت بسيارة الشرطة، لأنها ما لا عاما يستخدم فى غير الغرض الطبيعى متوعدا لهذا الباشا اللواء الأمر الذى جعل السائق يقول مستعطفا المواطن (ان مليش دعوة).والسؤال الطبيعى هنا من أين لهذا المواطن بكل هذه الثقة فى أن المخطئ سيعاقب!! وكيف يا عاقل تؤيد من أصابك بالخوف وتعارض من يهديك الأمان والثقة والشعور بالعدل!!!
أما على المستوى الاقتصادى والنصب والنهب والسرقات بأنواعها فى عصر مبارك والملايين المحاصرين تحت خط الفقر وملايين قضايا الفساد أراضى وغاز وقمح و دواء ومرتبات متدنية تصل أحيانا إلى مائة جنيه!! إنه يقول على الجميع أن يسرق كى يعيش. كيف تتعاطف مع لص لا يسرق وحسب بل يعلمك السرقة!! الكلام كثير والسطور قليلة لكن المنطق والحقيقة أن مبارك يستحق بكل جدارة مركزه فى مزبلة التاريخ. ومن يتعاطف معه يقع بين الجهل والبلادة والغباء إذا كان آدميا. وفى النهاية أدعوك يا صديقى المتعاطف أن تتعاطف مع مصر ومع أرواح الشهداء ومن ماتوا وهم أحياء. وشيد معنا مصرنا بعد الثورة.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
magy
محايد
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
مقال جميل بس اين البدايةللنهضة؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ody
محايد اخر حاجة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي المنسي
الحياد الإيجابي
عدد الردود 0
بواسطة:
هشاااام
اللة على الحياد
عدد الردود 0
بواسطة:
romokaka
سقط الفرعون
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو شومة يرجو النشر
على العاملين فى الخارج أن يمتنعون عن التعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد رياض
الحياد احيانا صفه سلبيه خاصه اذا استمر ثلاثون عاما
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
تايجر
لا محايد بجد
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد مندهش
الحياديين بيشجعوا الثورة واحنا مش معاهم