أحمد زويل فى "ساينس مونيتور": "مدينة العلوم والتكنولوجيا" مشروع قومى أشبه بالسد العالى

الجمعة، 24 يونيو 2011 02:22 م
أحمد زويل فى "ساينس مونيتور": "مدينة العلوم والتكنولوجيا" مشروع قومى أشبه بالسد العالى د.أحمد زويل العالم المصرى الحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مرور 100 يوم تقريبا على الثورة، تختلف مصر كثيراً عن البلد الذى عهدته عندما نزل الملايين إلى الشوارع يطالبون بسقوط نظام حسنى مبارك، وعلى الرغم من وجود مشكلات عدة، إلا أن هناك طاقة الآن، أو كما يقول المصريون هواء جديدا، والسؤال المهم هو كيف توجه هذه الطاقة لتشكيل مصر جديدة تكون ديمقراطية وقوية سياسياً واقتصادياً.

بهذا السؤال المهم، استهل د.أحمد زويل العالم المصرى الحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء، مقاله فى صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، ورأى أن مفتاح المضى قدماً هو بناء الثقة بين الناس بمشروع كبير وفورى يأسر خيالهم ويرمز لما يمكن أن يحمله المستقبل، ومثلما كان مشروع السد العالى بالنسبة لجيل سابق، فإن مدينة العلوم والتكنولوجيا التى يجرى الإعداد لها الآن يمكن أن تفعل الأمر نفسه لشباب اليوم.

يقول زويل إنه عايش بنفسه تجربة بناء السد العالى كشمروع قومى للتحكم فى مياه النيل وتوليد الكهرباء، وكما كتب الصحفى عماد أحمد فى مقال له مؤخراً حول جسور مصر للمستقبل، فإن المشروع القومى لمصر فى مرحلة ما بعد الثورة والذى يقارن بالسد العالى يجب أن يكون التعليم، فكل عائلة فى مصر تفهم ذلك لأنهم خاضوا بشكل شخصى تجربة تدهور النظام التعليمى على مدار 30 عاماً من حكم مبارك.

وبالنسبة لشباب الفيس بوك الذين أشعلوا الثورة، فإن التركيز على تحقيق إنجاز فى التعليم يمكن أن يعيد مصر إلى مصاف العالمية، يتوافق مع مبادئ وروح حركتهم التى يخشون من أن تهيمن عليها السياسات كالمعتاد والتى تضرب بجذورها فى الماضى.

وتحدث العالم المصرى عن استمرار مظاهرات الشباب فى ميدان التحرير للتعبير عن مطالبهم، وقال إنه بعد سنوات طويلة من الجمود والاستبداد، فإن الحقيقة هى أن هذه التغييرات ستستغرق سنوات. وفى غضون ذلك، فإن الناس فى حاجة إلى بوصلة الأمل التى توحد البلاد وتغرس الثقة والفخر.

ثم تطرق زويل إلى الحديث عن مدينة العلوم والتكنولوجيا، التى أصبح يطلق عليها "مدينة المستقبل"، والتى تبنى على مساحة 300 فدان، ولديها بنية حكم شفافة ومستقلة تماماً عن التنظيم الحكومى، ويتكون مجلس أمنائها من ستة من الحائزين على جائزة نوبل، والرئيس الحالى لمعهد كال تيك ورئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعدد من المصريين المؤثرين مثل الاقتصادى محمد العريان، الرئيس التنفيذى لشركة بيمكو، والذى قدم تبرعاً كبيراً بالفعل للمدينة، ومن بين الأعضاء أيضا الجراح الشهير مجدى يعقوب.

وأوضح زويل أن الهدف هو تطوير مؤسسة غير ربحية للتعليم العالى على أساس الكفاءة وليس الواسطة، وتقتدى فى ذلك بنموذج معهد كال تيك للتكنولوجيا وغيره، والهدف هو إحياء إنتاج معرفة جديدة من قبل العرب وجلب تقدم العلوم والتكنولوجيا إلى السوق والمجتمع فى حقبة الثورة العربية.

ولعل الاستثمار فى التعليم والرخاء الاقتصادى هو أفضل وسيلة لعلاج التطرف والتعصب بإقامة سلام عادل فى الشرق الأوسط، وستكون مدنية مثل مدينة العلوم والتكنولوجيا بالتأكيد مركزاً للتنوير والتعاون العالمى.

وختم زويل مقاله بالقول إنه بعد أكثر من 50 عاماً من دعم الاستبداد فى المنطقة، فإن شيئاً لن ينجح فى كسب عقول وقلوب المصريين أكثر من دعم حقيقى لهذا الجسر الملموس نحو المستقبل لشعب حرر نفسه بكرامة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة