يتشوق المصريون لرؤية مصر على طريق النهضة، اليوم لا يقنع الكلام أحداً وليست النوايا بكافية لأحد، نعرف جميعاً أن مصر غنية ولكنها فقدت الكثير بما أهدره الفساد السابق من وقت وموارد، يؤمن المصريون بقدرتهم على النهوض بمصر التى عادت ملكهم إذا توفرت لهم القيادة الصالحة والملهمة، اليوم نحس بضياع البوصلة ولكننا جميعا نريد وبشدة أن نشهد وبالدلائل أن مصر أصبحت على طريق النهضة، نعرف جميعا أن النهضة لها دعائم لابد أولاً وأن ترسى وقد سبقتنا لها أمم كثيرة نهضت، لابد لمصر أن ترتب بنيتها الأساسية فيكون لها دستوراً يتوافق عليه المصريون ويأتى بناءً عليه برلمان يضم أكفأ من فى الشعب كممثلين عنة بعيدا عن كل ما أساء فيما مضى لمعيار الكفاءة من نسبة الخمسين بالمائة وكوتة المرأة والتزوير، لابد وأن تكتمل القبضة الأمنية لتحفظ للانتخابات شفافيتها ونزاهتها بعيداً عن الشراء العلنى للأصوات والبلطجة التى تعلى قبضة من يستعملها على منافسيه وناخبيهم، ما لم نتقن خطواتنا وإذا لجأنا إلى تسرع يفقدنا التوافق على كل انتخابات نجريها, سيدفعنا هذا كمجتمع إلى دوامة عدم الاستقرار، الاستقرار الراسخ وليس الهش وبأسرع ما يمكنا هو ما يفتح الطريق لانطلاق النهضة، من العناصر المهمة للاستقرار كما ذكر قبلاً استقرار الأمن وهو الذى مازلنا نفتقده حتى الآن، استقرار نفوس المصريين أيضا لا بديل عنة لبدء انطلاق النهضة، مازال المصريون لا يعلمون متى تتوازن دخولهم مع الحد الأدنى لنفقات معيشتهم، كان الأجدر بالحكومة أن تبادر بالبحث والدراسة المكثفة واضعة فى اعتبارها التعديلات الجذرية التى لابد و أن تجرى على بنود الميزانية العامة لمصر.
لقد أكلت ضراوة الإهدار السابق مواردنا ولكننا اليوم أحراراً نعمل لمصلحة المواطن وليس الرئيس الطاغية ونخدم وطناً وليس نظاماً مستبداً، فلنعيد ترتيب أولويات ميزانيتنا بما يسمح بإصدار بيان بالنوايا فى أسرع وقت مصحوباً بجدول زمنى تقريبى لذلك.
لا شك إن محاصرة أشكال الإهدار المختلفة وإعادة ترتيب بنود الميزانية فيما يخص المخصصات الهائلة السابقة لرئاسة الجمهورية وجهاز الأمن بكل أنواعه على سبيل المثال سيوفر موارد لا يمكن الاستهانة بها، لابد أيضاً من إعادة الإحساس باستقرار بيئة الاستثمار فى مصر بعيدا عن جو تخوين كل من يحمل صفة رجل أعمال، لابد أن نقطع وبسرعة فى كل اتهام ولا نسمح باستمرار هذه الميوعة الطاردة لكل استثمار، تحتاج مصر وبأسرع ما يمكن لرئيس يصبح رمز السلطة فى ديمقراطيتنا الحديثة، مما سيساعد على إكساب الشعب الثقة فى دولته وفى النظام العام، إن نهضة مصر لهى فى أشد الحاجة لرئيس مدنى يأتى من خارج النظام ولم يتشرب بأى قدر من الممارسات السابقة التى اعتمدت دائماً على القبول بنصف الكوب الفارغ وبترحيل القضايا وتفادى أسلوب المجابهة والحلول الجذرية لمشاكل المصريين، نحتاج لرئيس يرفض كل تجاوز فى مقتضيات الحكم الحديث والرشيد وما أكثر ما درجنا عليه من تجاوزات اعتاد، بل وتربى عليها أهل البيئة الحاكمة لمصر سابقاً.
تحتاج مصر لقيادة تعتنق مبادئ الإدارة الحديثة التى درج عليها العالم المتقدم ولا تخترع مبادئ خاصة بها تحت دعوى خصائص البيئة المصرية والحقيقة أنها كانت كلها تجاوزات لإرضاء الحاكم أوصلتنا لما نعانى منة اليوم.إن المنهاج العلمى فى الحكم و الإدارة لا غنى عنه إذا أردنا النهضة وندعو الله أن نرى حكامنا من المؤهلين له فيخاصموا العشوائية والفهلوة التى أهدرت دائماً أحلامنا، اللهم رسخ خطواتنا على طريق مستقر للديمقراطية وأرزقنا من خلاله بأحسن من فينا ليمثلونا ويقودونا للنهضة، لقد شبع المصريون من خيبة الحكم وعشوائيته.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة