لا شك أننا بميلاد ثورتنا المجيدة على أرض الكنانة أصبحنا أمام حالة حزبية جديدة تنشأ وتتبلور ذات جناحين، جناح الأحزاب القديمة والتى عاشت مع العصر البائد تصارع حالة الاحتضار السياسى والموت الإكلينيكى- وربما مازالت– بعد أن عاشت مهيضة الجناح بين الجدران، مجرد لافتة وصحيفة وشعار تنتظر معونة الحاكم وربما رضاه!!
وجناح الأحزاب الجديدة التى ولدت بعد ثورتنا المجيدة يحدوها الأمل والرجاء ألا تكون رقما فى ثوب وألا تكرر التجربة السابقة لأحزاب ارتضت بأن تلعب دائما دور الفريق المهزوم، فلا هو شجعته الجماهير ولا هو نصره اللاعبون وظل دائما فى الذيل يهبط ويصارع أحيانا الهبوط!!!
وبعد أن أثبتت ثورتنا المجيدة أننا أصحاب هذا الوطن الحقيقيين وأننا نستحق أن نعيش على أرضه موفورى الكرامة مرفوعى الرؤوس أحرارا وبعد أن تجاوب معها الملايين وأبصر الشعب بها حجم الفساد والمفسدين فتحركت جماهير عرمرم كانت تكتفى بدور المتفرجين وباتت تطالب بحقها أن تكون من المشاركين وصانعى القرار المحنكين فوفرت زخما جماهيريا كبيرا لا محدود ما كان يحلم به أولو القوة من أحزاب الساسة المخضرمين.
واليوم وقد فتح الباب على مصراعيه فلا عذر لحزب قديم ولا حجة لجديد يحترف طريق الصراخ والعويل على وقت ضيق محدود مضى ويمضى وهو لا يدرى ما هو فاعل فيه فيهرب من الممكن المتاح الكبير بالعمل والجد إلى الممتنع المستحيل بالجدال والنكير!! وما قضية الدستور أولا عنا ببعيد!! ونخشى أن ننتقل من احتكار الأغلبية إلى فوضوية وغوغائية الأقلية!!
ولذا يريد الشعب من الأحزاب أن تسابق المستقبل الغامض ليكون بيننا واضح ففى هذه اللحظة التاريخية الفاصلة يجب:
1. تحديد الأهداف والمواقف بوضوح مع تجنب الانقسامات والشيع {أيد واحدة}.
2. الإسراع فى اصطفاء الكوادر الحزبية الحقيقية والواعدة وصقلها من الآن بكل ما أمكن مع تعظيم دور الشباب، كما وكيفا.
3. الاقتراب والالتحام الآن مع الشارع لاكتساب كل ساعة أرض جديدة وليست فضائية جديدة!!
4. تحديد الموقف بوضوح من كافة الوجوه القديمة وخوض المستقبل الغامض بهم من عدمه و خطورة أن يعيد بهم التاريخ نفسه!! وضرورة تواجد الشباب على كافة القوائم الحزبية فى كل حال.
5. توفير مناخ حزبى صحى لا تصادر فيه الأفكار والرؤى ولا تحتكر فيه الحقائق ولا تزيف فيه الأحداث والوقائع ولا يعلو فيه أحد على النقد ولا يمتنع فيه احد عن المساءلة ولا ينفرد فيه أحد بموقع ولا يقدم فيه أحد إلا بكفاءته وموهبته.
6. نريد قادة عمالقة أقوياء أصدق حجة وأعظم سابقة وأعلى صوتا أصحاب فضل جم وبذل مشكور وجهاد وجهد غير مشبوه، يرفعون أحزابهم وترفعهم يشرفونها وتشرف بهم يفاخرون بها وتفخر بهم، لا إمعات عجزة مرضى يثبطونها وتثبطهم يعوقونها وتعوقهم يؤخرونها وتؤرخرهم، مكانهم الحقيقى الأوحد مؤخرة الصفوف!!
7. نريد تعددية حزبية حقيقية، لا ديكورية ولا مقيدة ولا مزيفة ولا مشوهة ولا تناحرية ولا تضادية ولا تباغضية ولا طاردة للكفاءات إنما نريدها تنوعية اجتهادية تنسيقيه توافقية، تبنى لا تهدم تقوى لا تضعف، تنصح وتسدد لا تشهر وتفضح لتسعد وتنهض بها أمتنا وتستعيد ريادتها من جديد وليس ذلك على الجادين المخلصين بعزيز.
السادة أحزاب المستقبل الغامض: أمامكم فرصة العمر لتجعلوه مستقبلا بينا مشرقا باسما، فهل أنتم فاعلون؟؟؟
م.أسامة عبد الحفيظ السيد يكتب: أحزاب المستقبل الغامض
الأربعاء، 22 يونيو 2011 02:25 ص