قررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل محاكمة 14 ضابطا وأمين شرطة بقسم حدائق القبة، المتهمين بقتل 22 شخصا وإصابة 44 آخرين فى المظاهرات السلمية التى وقعت فى البلاد، لجلسة 20 سبتمبر المقبل، للاستجابة لطلبات دفاع المدعين بالحق المدنى، وهى مناقشة 11 من شهود الإثبات وباقى شهود النفى والسماح بعرض التسجيلات التى قدمها الدفاع إلى المحكمة، والتى تحتوى على مقاطع فيديو وضم المحضر الذى حرره المتهم الأول، إيهاب مأمور قسم الحدائق، حول قيام بعض المتظاهرين بالتورط فى حرق القسم، وإشعال النيران به.
ناقشت المحكمة 25 من شهود الإثبات من أصل 108 شهود، الذين وردت أسمائهم فى أمر الإحالة، وأكدوا قيام المتهمين بإطلاق أعيرة نارية عليهم، وفى يوم جمعة الغضب قام ضباط وأفراد قسم الحدائق باعتلاء سطح القسم، والوقوف أمام ديوان القسم، وإطلاق الرصاص بطريقة عشوائية، وأضافوا أن انقطاع الكهرباء حال دون تحديد هويتهم، وقامت المحكمة بسؤال أحد الشهود حول كيفية وفاة شقيقه، فأجاب أنه أثناء عودته وشقيقه إلى منزلهما استغاث بهما أحد المصابين الذى أصيب بقدمه، فقاما بحمله لإسعافه، فقام أحد القناصة بإطلاق رصاصة اخترقت صدره وتوفى.
قال الشاهد الأول "رمضان عواد محمود"، إنه أثناء عودته من عمله سمع أصوات إطلاق رصاص، وأصبت بطلق نارى فى قدمه أثناء مروره بالقرب من قسم الحدائق، بالإضافة إلى قيام بعض الأشخاص بإطلاق أعيرة نارية من أعلى أسطح العمارات المجاورة للقسم، كما رأى أمناء شرطة يحملون رشاشات، وكان المتهم الأول مأمور القسم واقفا معهم.
وسأل دفاع المتهم الشاهد عن سبب اتهامه لقدرى الغرباوى "أمين شرطة" بالتحديد فرد الشاهد: ذكرت هذا فى نص التحقيقات، نظرا لأن الغرباوى كان الأقرب منى وقت حدوث الإصابة، وشاهدته وقتها يحمل طبنجة ويقوم بتصويبها ناحيتى.
ونشبت مشاداه كلامية بين المدعين بالحق المدنى والدفاع، بعدما طالبوا دفاع المتهمين بعدم إرهاب الشهود عند توجيه الاسئلة لهم.
وأضاف الشاهد الثانى إبراهيم محمدى، والذى أصيب فى قدمه، أنه لا يعرف مصدر الطلقة نظرا لانعدام الرؤية.
وقال الشاهد الثالث محمد عبد الوهاب، إن شقيقه محمد أصيب بطلق نارى، من قسم الحدائق أدى إلى وفاته.
وأشار أحمد عزالدين الشاهد الرابع، أن نجله توفى إثر إصابته بطلق نارى فى ذراعه، وآخر فى الرئة، وهو ما تسبب فى وفاته بعد مرور 10 أيام بعد نقله إلى المستشفى العسكرى.
وقال الشاهد، إنه سمع صوت الأعيرة النارية قادما من شارع ترعة الجندى، وشاهد مجموعة من الشباب متجهين إلى شارع 10، وفى أقل من دقيقة فوجئ أن قدمى قد أصابه الطلق النارى.
وذكر محى الدين عبد المحسن الشاهد السادس، أنه شاهد عددا من أمناء الشرطة يجلسون أمام القسم، ومن بينهم حمادة السيسى، ومحمد صلاح، وقت إطلاق الأعيرة النارية.
وأضاف إسلام حسن محمد، أنه شاهد المتهمين قدرى الغرباوى وصابر كمال ووائل عز الدين وإيهاب خلاف، وهم يطلقون الأعيرة النارية على المتظاهرين.
فى حين أكد الشاهد الثامن، وزوج أحد الشهداء، أن زوجته كنت تجلس فى المنزل مساء فى الساعة الحادية عشرة، وخرجت إلى شرفة المنزل لـكى "تنشر الغسيل"، وحين دخلت وجدتها ملقاه على الأرض بعد إصابتها بعيار نارى فى رأسها، لتلقى على إثره مصرعها.
وكان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قرر إحالة المتهمين للمحاكمة، وهم: العميد إيهاب خلاف مأمور قسم الحدائق القبة، والمقدم محمد أحمد يوسف رئيس المباحث، والنقباء قدرى محمود الغرباوى وكريم محمد يحيى وأحمد مصطفى وهشام مصطفى مشهور ووائل عز الدين وعلى فوزى، والملازم أول محمد محمود عبد القادر، وأمناء الشرطة صابر عبد الله إبراهيم، وصابر كمال مصطفى، وأحمد خليفة عميرة وصبرى عبدالحميد وحمدى عبد المجيد إبراهيم.