المصريون الأحرار.. حزب يحترم نفسه

فى الصحف اليومية أمس، تصريح منسوب لحزب المصريين الأحرار، يؤكد فيه رفضه الدخول فى التحالف المطاط الذى أبرمه حزب الإخوان مع 12 حزباً من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، بما فيها الوفد الليبرالى، والتجمع اليسارى، لخوض الانتخابات البرلمانية بقائمة موحدة.

وأتصور أن هذا القرار من "المصريين الأحرار" يعبر عن إيمان أعضاء الحزب والقائمين عليه، بمبادئ حزبهم الوليد، الذى لم يحصل على ترخيص ممارسة العمل السياسى بعد، وإن كان قد تقدم بأوراق تأسيسه إلى لجنة الأحزاب.

لا أعرف غير عدد قليل من القائمين على هذا الحزب، منهم صاحب دعوة تأسيسه، رجل الأعمال نجيب ساويرس، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور شريف حافظ، وقد أختلف وأتفق مع التوجهات السياسية لساويرس، وأحيانًا مع ما تبثه محطته التليفزيونية، لكن لا أملك أمام موقف الحزب الليبرالى الرافض للتحالف مع قوى الإسلام السياسى فى قائمة واحدة إلا الاحترام.

وكنت قد كتبت مقالين حول هذا التحالف الغريب، فى الأول انتقدته باعتباره تحالفاً غير مبرر، لأنه يجمع أناس مختلفين فى السياسات والتوجهات، إلى حد التصادم، أو التعارض السياسى، وفى الثانى نشرت استقالة السكرتير العام المساعد السابق لحزب الوفد سامح مكرم عبيد من عضوية الوفد احتجاجا على تحالف الوفد والإخوان، وبالطبع لا أزال أرى أن على كل القوى السياسية المتشابهة فى المواقف التحالف فى قوائم انتخابية، يعنى لا مانع من تحالف الإخوان والوسط وحتى السلفيين فى قائمة واحدة، لأنهم ينطلقون من أرضية مشتركة، حتى ولو ظهر على السطح أن بينهم خلافات متشعبة.

وأرى أيضاً أن الأحزاب اليسارية والقومية مثل التجمع والناصرى والكرامة وغيرها يمكنها أن تأتلف فى ائتلاف واحد، يقابله ائتلاف آخر للأحزاب الليبرالية يصم الوفد والجبهة والغد والمصريين الأحرار، لكن أن تسيح جميع القوى المختلفة فى كيان واحد، فكأنما نعيد بعث الاتحاد الاشتراكى العربى من قبره.

ومعلوم أن هذا الاتحاد الاشتراكى كان الحزب الوحيد المصرح له بالعمل فى عصر الشمولية، لذلك ضم كل فئات الشعب من اليمين إلى اليسار، تحت عنوان مطاط جدا هو تحالف قوى الشعب العامل.

لا أعرف ما هو العنوان الجديد الذى سيندرج تحته هذا التحالف الجديد، وأياً كان العنوان، فإنه يحرم المواطن المصرى من حق اختيار ممثليه على أسس سياسية، وهو أيضا لا يمنح الأحزاب والقوى السياسية فرصة التواجد المنفرد على الساحة وبناء قواعدها بشكل صحيح. لذلك اشكر حزب المصريين الأحرار على ثباته على مبادئه الليبرالية.. وأتمنى من باقى الأحزاب أن تشعر بالغيرة من حزب جديد لا يسعى وراء مقاعد من خلف تحالفات، أعتقد أنها ضد الحياة السياسية، وضد الوطن، والمواطن.