استنكرت إندونيسيا مجددا ما تتعرض له الخادمات الإندونيسيات فى دول الخليج ولاسيما السعودية، وقامت باستدعاء سفيرها فى السعودية أمس بسبب إعدام خادمة بدون معرفة الحكومة الإندونيسية، ولم تكن هذه المرة الأولى التى تتعرض فيها خادمة إندونيسيا للتعذيب أو القتل، فأعلن وزير الخارجية أمس إدانة بلده للحكومة السعودية بسبب إهمالها القوانين الدولية، وعدم مراعاتها للاتفاقيات الدولية المتفق عليها.
لم تعد هذه الواقعة الأولى من نوعها، بل تعتبر نتاج لملف طويل من حالات القتل والتعذيب للخادمات الإندونيسيات فى محيط الخليج، ولنتذكر فى نوفمبر الماضى حينما ذكرت صحيفة "جاكرتا جلوب" أن امرأة سعودية اعترفت بحرق خادمتها الإندونيسية تدعى "سوماتى سلان"، ومارست معها بعض أشكال التعذيب، لأنها كانت مهملة فى أداء واجباتها.
وقالت المرأة السعودية إنها أساءت معاملة الخادمة الإندونيسية على مدى ثلاثة أشهر ماضية، مما نتج عن ذلك آثار تعذيب وتشويه بجسد "سوماتى".
بعد هذا الحادث بشهر تقريبا أعلنت السلطات السعودية عن وجود جثة لخادمة إندونيسية فى مدينة أبها داخل الأراضى السعودية، وبعد الكشف عن هوية الجثة وجد الأطباء أثار تعذيب للخادمة قبل وفاتها.
وفى يناير الماضى ذكرت وسائل الإعلام الإندونيسية أن خادمة تبلغ من العمر 36 عاماً، تدعى كلومسارى كيكم، عثرت عليها السلطات السعودية فى حاوية للنفايات وهى مقتولة , وهى القضية التى أكد حدوثها الناطق الإعلامى بشرطة عسير , مشيراً إلى الخادمة المقتولة تعرضت لعنف جسدى وهو ما يؤكد أن القضية جنائية , فى حين لم تتوصل السلطات السعودية لكفيلها حتى الآن.
وسلطت عدد من الصحف الإندونسية مثل "جاكرتا جلوبال" و"جاكرتا بوست" و"انسايد اندونسيا" الضوء على حالات التعذيب المتزايدة التى يواجهها نحو 3.2 مليون عامل مهاجر، أكثر من ثلثهم يعمل فى منطقة الشرق الأوسط، منهم 700 ألف خادمة إندونيسية.
كما عرضت الصحف أشهر حوادث التعذيب فى بلدان الخليج، حيث عادت خادمة سيريلانكية إلى بلادها وفى جسدها 24 مسمار تقول إنها نتيجة تعذيب مشغليها بالسعودية، مما أدى إلى تقليل عدد العمالة السيريلانكية.
كما أشارت عدد من الصحف إلى أن العمالة المنزلية فى دول الخليج تتعرض إلى شتى أنواع العنف والاضطهاد والتعذيب، وتأتى السعودية على رأس الدول التى انتشرت فيها تلك الظاهرة، فهناك العديد من القضايا المنظورة أمام المحاكم السعودية بهذا الشأن، كان آخرها وأشهرها قضية الخادمة الفلبينية التى قتلت ابن مخدومها، وحاولت قتل طفلين آخرين بسبب سوء معاملة مخدومها لها.
لكن حين يعلن رئيس دولة عن غضبه الشديد بسبب خادمة تنتمى لشعبه، ويؤكد استرداد حقا خلفا لدول كثيرة تترك شعبها دون أى اهتمام، إنه حقا شيئا يدعو للفخر، فطالب الرئيس الإندونيسى، سوسيلو يوديونو بامنانج، فتح ملف تعذيب الخادمات فى دول الخليج، كرد فعل لقضية إعدام الخادمة الاندونسية دون علم بلدها، بالإضافة إلى تعذيب وقتل خادمات إندونيسية من قبل فى السعودية، مما أدى إلى مطالبة الرئيس الآن بإعادة النظر فى جميع اتفاقات التعاون مع البلدان الأخرى ولاسيما المملكة العربية السعودية.
وأعلن وزير الخارجية الإندونيسى، مارتى ناتاليجاوا، أن المملكة العربية السعودية لم يكن لديها مذكرة تفاهم مع جاكرتا بشأن العمال المهاجرين، قائلا "سوف نحاول إقناعهم بأن هذا مطلوب وبشكل عاجل، لأن كثيرا من العاملات حالياً تتعرضن للانتهاك، وبناء على الاتفاقية الجديدة سيكون هناك شرط مسبق بحماية العمالة الأجنبية قبل إرسالها لدول الخليج".
وطالب الرئيس الاندونيسى بسرعة فتح ملفات تحقيق عاجلة للعمالة فى دول الخليج ومتابعة أحوالهم , مؤكداً أن هناك توجه لإيقاف إرسال الخادمات إلى السعودية بسبب العنف الذى تعرضت له خادمة المدينة من كفليتها ومقتل الأخرى فى أبها .
وأشارت مصادر مطلعة بالخارجية الاندونيسية إلى توقعات بتقليص العمالة الإندونيسية بالسعودية للنصف بعد تكاثر حوادث الخادمات الإندونيسيات بها، ولم يقرر بعد الرئيس بامنانج هذه الخطوة.
بعد الخادمة الإندونيسية بالسعودية..
إندونيسيا تفتح ملف تعذيب الخادمات فى دول الخليج
الأربعاء، 22 يونيو 2011 04:26 م