خرج مئات الآلاف من السوريين فى مظاهرات حاشدة، رداً على خطاب رئيس النظام السورى بشار الأسد، للتأكيد على رفضهم أى حوار مع النظام السورى، وأن مطلبهم الوحيد هو إسقاط النظام.
وقال المعارض السورى رياض غنام عضو اللجنة الوطنية التشريعية للتغيير فى سوريا، لـ"اليوم السابع"، إن خطاب الأسد كان خارج السياق والوقت، فالاستماع والاقتناع به من المستحيلات، بعد أن استرجاه الشعب السورى المقهور قبل ما يزيد عن الثلاثة أشهر أن يتقى الله فيه، إلا أن أذنه كانت خارج نطاق الخدمة.
وأضاف غنام، أن خطاب الأسد، خلا من المباشرة فى التعامل الثورة السورية التى سماها الأزمة مع عدم توفيق فى انتقاء الكلمات والتفاف كبير وواضح على المطالب الإصلاحية، من خلال جملة من الرغبات تبدأ تسويق لأكاذيبه، وتسويف لوعوده وقد ظهر ذلك من خلال استخدامه لكلمة سوف نعمل وسوف نصلح وسوف وسوف.
وأوضح المعارض السورى، أن الرئيس السورى قسم الثوار السوريين إلى ثلاثة أقسام، قسم يطالب بالعمل وتخفيض سعر المازوت، وهو ما اعتبره الأسد مطلباً شرعياً، وقسم يطالب بالحرية والكرامة وهؤلاء بحسب كلامه عملاء الخارج، أما القسم الثالث وهو غير موجود من الأساس وهو السلفيون، وقد حشر بشار هذا الصنف الثالث الذى تحدث عنه فى الخطاب لاستخدامه كفزاعة سياسية للشعب السورى والغرب.
وأشار إلى أن الرئيس السورى بشار الأسد، وجه صفعة قوية للسيد رجب طيب أردوغان، حينما قال، إن سوريا ستعطى دروساً للآخرين، بدلاً من أن تأخذ منهم العبر، وكان هذا رداً واضحاً على مطالب تركيا للنظام السورى فى البدء بإصلاحات سياسية فورية.
وأكد رياض غنام المعارض السورى، أن الأسد عزف على وتر المؤامرة الخارجية فى خطاب سياسى "ممجوج"، سقط لحظة انتهاء بشار من تلاوته، وقد أكد هذا السقوط له ولخطابه المظاهرات التى خرجت رافضة له ولحديثه، ومجددة ولاء القسم الذى لا رجعة عنه ولا حياد وهو "إسقاط النظام"، وهو ما فطنت إليه المخابرات السورية التى قامت بمثل ما فعلت بعد خطابه فى مجلس الشعب، فقامت برص المرتزقة وزبانية النظام البعثى، من أجل التصفيق له والتهليل عند انتهائه من خطابه، وهو ما يؤكد أن النظام البعثى السورى الطائفى يسير باتجاه السقوط.
من جانبه، قال رئيس اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، "عامر الصادق"، إن هذا النظام غير شرعى وغير قانونى وعليه الرحيل ولا يمكن التفاوض معه، ولا يحق له الحديث عن الإصلاح فهو غير قابل للإصلاح والتغيير.
وقد وصفت جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا الخطاب الذى ألقاه الرئيس بشار الأسد اليوم، الاثنين، بالمخيب للآمال، وأنه لم يأت بجديد، وقال المراقب العام السابق للجماعة "على صدر الدين البيانونى"، إن خطاب الأسد لم يتعرض للقضايا الأساسية مثل انسحاب الدبابات والجيش من المدن السورية، وعدم إطلاق النار على المتظاهرين العزل، ومحاسبة المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بشعة بحق المتظاهرين السلميين، كما أنه لم يتطرق إلى إلغاء المادة الثامنة من الدستور والتى تعتبر حزب البعث الحزب القائد فى المجتمع والدولة، مع أن الخطوة لا تحتاج إلى أكثر من 15 دقيقة كما جرى فى الماضى، واعتبر المتظاهرين مجرمين وملاحقين من قبل القانون، وكان بمثابة تأكيد على الحل الأمنى الذى ما زال مستمراً منذ بداية الاحتجاجات قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
وقال "إرشاد هرمزلو" مستشار الرئيس التركى، فى تصريحات للعربية، إن أمام الرئيس السورى بشار الأسد أقل من أسبوع لتفعيل الإصلاحات السياسية التى وعد بها منذ فترة ويطالب بها المحتجون قبل بدء تدخل أجنبى.
كما أعلن الاتحاد الأوروبى استعداده لتشديد عقوباته المفروضة على سوريا، معتبراً أن مصداقية الرئيس السورى بشار الأسد تتوقف على الإصلاحات التى وعد بها، بحسب مسودة إعلان سيطرح على وزراء الخارجية الأوروبيين لإقرارها.
بدوره، دعا وزير الخارجية البريطانى وليام هيج اليوم، الاثنين، الرئيس السورى بشار الأسد إلى بدء إصلاحات لإحلال الديمقراطية فى بلاده أو "الانسحاب" من السلطة، كما قال وزير الخارجية الألمانى "جيدو فيسترفيللى، "إن الأنباء الواردة من سوريا مقلقة وغير إنسانية".
معارضون سوريون: وقت الاستماع للأسد فات والمظاهرات مستمرة
الثلاثاء، 21 يونيو 2011 01:57 ص