حينما تخوض فى مجال الإعلام والصحافة سواء بكتابة المقالات أو التقارير أو الأخبار الصحافية، تجد نفسك بين العديد من المتطلبات الضرورية لتصل كلمتك الحرة إلى مكانها الحقيقى والطبيعى.
حينما تكون لديك كافة الأدوات التى تمكنك من توصيف حالة سياسية، أو اجتماعية لموقف أو تصريح أو حتى لخبر يهم المواطن ويرغب الإبحار فى معانيه، واستيضاح ما بين السطور ليسهل عليه الوصول للمعنى أو أن يتحاور ويتناقش فى القضية المطروحة بكل شفافية ومهنية، حينها فقط تستوعب أن الإبداع والموهبة والثقافة فى قضية ما قد تتناولها ستصطدم بجدار عنيد ومرتفع يحول بين الكلمة الحرة ونشرها للاستفادة منها أو تداولها هو جدار الحزبية والفصائلية.
إن الإعلام فى وطننا بات لا يختلف كثيرًا عما نعانى منه، ونشتكيه فى الوطن العربى عامة وما يتبعه من أحزاب حاكمة تتلاعب بالكلمة الحرة لحرفها عن مسارها الحقيقى أو الاستفادة منها فى خدمة الحزب أو الفصيل.
ما ينغص على الكاتب أو الإعلامى هو إدراكه بأن الكلمة أمانة ورسالة يجب الحفاظ على وصولها إلى الرأى العام بكل حرص والإبقاء على شفافيتها ومصداقيتها بعيدًا عن التلاعب بمكنوناتها ومعانيها وعذريتها لتصل إلى القارئ مشوهة ومشبوهة الأهداف.
إن الاستقلالية بالكلمة الحرة لدينا هى مقيدة بالحزبية، ومهما حاولنا أن ننفى هذه التهمة فلن نستطيع، وسنبقى عاجزين عن الدفاع عن هذا الطرح، لأن الكلمة الحرة مازالت محاصرة وعاجزة عن تجاوز الجدار الحزبى لتصل إلى استقلالية تامة تترافق مع حيادية ومهنية قادرة على الوصول إلى أهدافها.
تطل علينا بعض الأحيان مؤسسات وأفراد يطالبون ويشيدون باستقلالية الكلمة وحريتها ونقد الإعلام الحزبى، ونصفق لهم بجدارة ولهذا الخطاب الحيادى ونقف احترامًا وتقديرًا لآرائهم الحرة.
لكننا نجد بعد تدقيق وتأمل أن من يطالبون بهذه الاستقلالية والحرية للكلمة ليس هم إلا جزء من طرف حزبى حاكمًا كان أو معارضًا.
نتيه وسط زحام الكلمات والخطابات ونخرج من الندوات والاجتماعات نشيد بهذا، ونشكر ذاك وحين تفرغ الصالات وتنفض هذه الدعوات يكون كل شىء قد عاد إلى طبيعته!!
فلا كلمة باتت مستقلة، ولا الإعلامى بات حرا طليق القلم، وتبقى الكلمة الحرة رهينة السياسة الحزبية، فإلى متى نبقى بهذه الدائرة المغلقة؟، وهل هناك من سبيل لتحريرها حتى يشعر المواطن أنه صاحب عقل يحترم وأن له إعلاما حقيقيا يمثل سلطة رابعة ذات استقلالية وحيادية؟!!
ومتى يشعر الإعلامى بحريته وتعبيراته وكتاباته دون خوف من مقص الرقيب، طالما أنه لم يخرج عن القواعد الأخلاقية والمهنية والوطنية لقلمه؟
محمد فايز الإفرنجى يكتب: الكلمة الحرة بين الحزبية والاستقلالية
الثلاثاء، 21 يونيو 2011 05:38 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة