يريد الإخوان الإسراع بالانتخابات التشريعية بأقصى ما يمكن وذلك اعتماداً على أن الأغلبية فى صالحهم وسوف تمنحهم نسبة آمنة فى أى مجلس قادم.. وعلى الجانب الآخر يجاهد ائتلاف شباب الثورة والليبراليون على تأجيل الانتخابات حتى يتسنى لهم تكوين أحزاب سياسية والنزول إلى الشارع وعمل أرضية على أساسها يصبح لهم تمثيل حقيقى ويكون لهم مكان فى البرلمان القادم اعتماداً على العصا السحرية التى يظن كل فصيل أنه يمتلكها.. والحقيقية التى لاتقبل الشك مهما اتفقنا أو اختلفنا على قبولها أن الإخوان هم الفصيل الأكثر تنظيما وأكثر قدرة على الحشد من أى فصيل آخر فى الساحة المصرية وبالطبع سيحصدون مقاعد قد تصل إلى الأغلبية فى أى انتخابات تشريعية قادمة، لأن قوتهم فى التنظيم والعمل السياسى لم تكن وليدة اللحظة أو أن الإخوان بين عشية وضحاها تحولوا إلى هذه القوة والقاعدة الجماهيرية، ولكنه عمل استمر لسنوات طويلة وشاقة وتحت ظروف عصيبة واكتسبوا شعبية كبيرة جدا فى الشارع المصرى بسب ثلاثة عوامل رئيسية.. أول هذه العوامل أن عملهم اتسم بالطابع الاجتماعى فلمسه المواطن العادى وشعر به وتفاعل معه.. والعامل الثانى هو اضطهاد النظام البائد للإخوان المسلمين وما نتج عنه رد فعل طبيعى لدى الشعب المصرى بالوقوف بجانب الإخوان ونصرتهم فى كثير من الأحيان وهى عاطفة طبيعية لدى الغالبية العظمى من المصريين، التى دائما ما تتجه نحو نصرة المظلوم وكره الظالم وتقف بجانب الضعيف وتؤازره... أما العامل الثالث والأهم فذلك الطابع الإسلامى المميز لعمل الإخوان فى مجتمع الغالبية العظمى فيه مسلمون ولديهم عاطفة جياشة نحو كل ما هو إسلامى ومجتمع متدين بطبعه.... كل هذه العوامل لا يمكن أن تتبدد بين يوم وليلة من أجل مجموعة شباب أو ليبراليين خرجوا للتو ليكونوا مجموعات أو تكتلات لا يعرف عنهم المواطن العادى أى شىء ولم يدخلوا إلى ساحة العمل السياسى بقوة إلا أعقاب ثورة 25 يناير.. وبالفعل انقسم الشعب المصرى إلى فريقين وبدل من أن يتبارى الفريقان فى العمل على برنامج محدد والنزول إلى الشارع وعرض الأفكار تفرغ الفريقان إلى إبراز مساوئ كل فريق والتركيز على مسالب كل مجموعة وأصبح من المعتاد أن نرى فى البرامج الحوارية هجوما حادا على الإخوان والإسلاميين، مما يزيدهم تأثيرا أو وصف جموع الرافضين للإخوان بالعلمانيين والملاحدة وكلام أقل ما يوصف بأنه تراشق فى الألفاظ بين مراهقين.. ولا يريد اللليبراليون أن يفهموا طبيعة الشعب المصرى والخروج من حيز الفيس بوك وتويتر وبرامج التوك شو العقيمة التى يستخدمها أغلب الشعب المصر للتسلية.. ولا يريدون النزول إلى الشارع والخروج من ميدان التحرير واستبدلوا العمل بالبكاء والصراح والتهديد باكتساح الإسلاميين على حد وصفهم وتخويف الناس من المد الإسلامى وكأنهم يتحدثون إلى مجتمع آخر غير المجتمع المصرى المسلم، وهذا الحديث لن يزيدهم إلا عزلة وسوف يقلص من أسهمهم ويحجم تواجدهم.... وأعتقد أن الفرصة التى يريدها الليبراليون والشباب لن تفيد كثيرا فى هذا الوقت فى تغيير الواقع بل على العكس قد تكون ذات أثر بالغ السلبية عليهم إذا بان أنهم غير مؤهلين للعمل السياسى أو أنهم لا يلبون احتياجات وتطلعات المواطن العادى وبالطبع السياسة مليئة بالاختلافات فعادة إذا اتفق عشرة على العمل وفق مبدأ سياسى معين ما يلبث أن ينشق 5 عن الأصل ليكونوا مجموعة تعمل وفق رؤية معدلة من وجهة نظرهم التى ما تلبث أن تنشق إلى وحدات أصغر فأصغر حتى يتلاشى نهائيا تأثير هذة الوحدات وبالمثل إذا لم يجد المواطن العادى صدى ذلك لدى الإخوان فسوف ينصرف عنهم، ولكن ليس الآن بسبب ثقل الإخوان وتواجدهم الفعلى الذى سوف يتعرض لامتحان، فإما أن يثبت دعائمه ويستغل هذه الفرصة أحسن استغلال وبالطبع سوف يعود ذلك بالنفع على الشعب المصرى العظيم أو أن تكون هى بداية النهاية لهذا التنظيم إذا تعامل فقط على أساس أن له ثقل وأغلبية تؤهله دون عمل جاد وإخراج البلاد من عنق الزجاجة التى كدنا أن نختنق فيها... ملخص الحديث أنه يجب أن يكف الجميع عن الشكوى وعن التذمر ولنبدأ فى العمل ودعوا الشارع يقول كلمته ولا تتعجلوا النتائج فعشرة سنين فى عمر الأمم هى كيوم فى عمر الأفراد، ولكن فقط يجب أن يكون هناك دستور يقلص صلاحيات رئيس الجمهورية ويفصل فصل نهائى بين السلطات الثلاثة حتى لايأتى فرعون جديد يقول أنا ربكم الاعلى وما أوريكم إلا ما أرى...
محمد بديع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ثورة يناير
التدليس
عدد الردود 0
بواسطة:
sayed simpson
شعار الإخوان المخربشين الجديد مصلحتك أولا
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد هيبه
تحية إجلال وتقدير د / سمير فلقد نطقت كلماتك بالحقيقة ولكن أين من يفهم ويعى
عدد الردود 0
بواسطة:
osamamohmed
التاجيل مش في مصلحة احد
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود على عثمان
احقوق المواطن
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد المصري
ان في ذلك لذكري
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف ابو عميرة
والله انت راجل فهم سياسة واقتصاد واجتماع وفهم الشارع ككل
عدد الردود 0
بواسطة:
m_mohamed
هل الاخوان خائفون من الدستور اولا
عدد الردود 0
بواسطة:
بلوبيف
الشعب اولا
عدد الردود 0
بواسطة:
manofhonour
مكاسب الاخوان