أعاد المخرج جلال الشرقاوى المشاهد الثلاثة التى حذفتها الرقابة والنظام السابق من مسرحيته "دنيا أراجوزات"، لأنها كانت تدين وتكشف فساد بعض الوزراء فيه، ومنها مشهدا يسخر من أحمد عز ويكشف احتكاره لكل شىء فى مصر، ومشهد آخر يتناول موضوع التوريث لجمال مبارك من خلال إسقاط مباشر على رئيس مجلس إدارة شركة، حيث اعتبر الكاتب محمود الطوخى مصر شركة كبيرة يرغب صاحبها، أو رئيس مجلس إدارتها فى تعيين نائب له، فيلجأ إلى شركة متخصصة تقوم بعمل دراسات لتحديد مواصفات النائب، وبالفعل تستعرض السكرتيرة الخاصة به المواصفات المحددة، وهى أن يكون من مواليد 27 ديسمبر برج الجدى، وطوله 176 سم، وخريج كلية التجارة قسم إدارة أعمال، ليفاجأ فى النهاية أن المواصفات تنطبق على ابنه فقط، لكنه يدعى الرفض أمام حاشيته المكونة من الثلاثى عزمى وسرور والشريف، الذين قدموا وصلة نفاق مؤكدين أن الابن هو الأصلح لهذا المنصب، وتنتهى المناقشات بالموافقة على النائب .
المشاهد عادت مرة أخرى للمسرحية وارتفع " سقف " الحرية فيها ليصل إلى أبعد ما كان يتخيل جلال الشرقاوى نفسه، حيث أضاف على العرض أيضا مشهدا لمبارك نفسه يجسده الممثل الشاب محمد الشرقاوى من طلبة المعهد العالى للفنون المسرحية .
كما تناول العرض أحداث ثورة 25 يناير واستخدم جلال تقنيات حديثة فى الديكورات وشاشات عرض بمشاهد تسجيلية تخدم المسرحية .
وإضافة لهذه المشاهد التى حذفت وتم إعادتها، رصد العرض كل المشاكل التى تعرض لها الشعب المصرى خلال 60 عاما مثل البطالة وأزمة رغيف العيش والتعليم والواسطة والمحسوبية وحادث العبارة وهروب رجال الأعمال والرشوة وارتفاع الأسعار خاصة اللحوم، وفتاوى رجال الدين وتجارة الأعضاء والفتنة الطائفية والضرائب العقارية والتوريث .
وفى نهاية العرض وبعد أن تفاقم الظلم والقهر فى نفوس المصريين يخرج جموع الشعب مطالبين بإسقاط النظام. واستعان الشرقاوى بشاشات عرض مستعرضاً لبداية المظاهرات، ثم موقعة الجمل واختتمها بخطاب تنحى الرئيس السابق وفى الخلفية رسومات كاريكاتيرية لموقع الفيس بوك ومبارك يتم خلعه من خلاله .
مسرحية «دنيا أراجوزات» عرضت قبل ثورة يناير لكنها توقفت بعد أزمة جلال الشرقاوى مع محافظ القاهرة وحى عابدين والدفاع المدنى، وأجبر على إغلاق المسرح، ومع الاحتفال بمرور مائة يوم على ثورة يناير عادت المسرحية لتواصل عروضها من جديد والمسرحية تنتمى لمسرح الكباريه السياسى الذى برع جلال الشرقاوى فى تقديمه على مدار مشواره الفنى المسرحى .
والمسرحية تأليف محمود الطوخى وديكور حازم شبل وبطولة مجموعة من الوجوه الشابة من طلبة وخريجى المعهد العالى للفنون المسرحية .