باسل خرج للاطمئنان على نتيجة الامتحان فأخذه "أمن الدولة"

الثلاثاء، 21 يونيو 2011 10:06 م
باسل خرج للاطمئنان على نتيجة الامتحان فأخذه "أمن الدولة" الطفل باسل
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم رحيل أخطر جهاز أمنى بمصر وهو "أمن الدولة" بعد الثورة، مازلنا حتى هذه اللحظات نجنى الثمار الشائكة لهذا الجهاز الذى أفسد الحياة السياسية ومزق النواحى الاجتماعية، من خلال اختطاف المواطنين من أسرهم، فلم تتوقف انتهاكات أمن الدولة على اعتقال النشطاء السياسيين وكبار الجماعات الإسلامية، وإنما امتدت يده لتصل إلى الأطفال فلذات الأكباد.

"كوثر عزازى" الأم المكلومة على فقدان نجلها بواسطة أمن الدولة، سردت إحدى "الحواديت" الد امية لهذا الجهاز الخطير، الذى مزق قلبها على أصغر أولادها، الذى خرج إلى المدرسة ولم يعد حتى الآن، وعندما فتشت عن الأسباب كانت الإجابة "جهاز أمن الدولة".

أوضحت الأم أنها تعيش برفقة زوجها وأولادها العشرة بمنزل بسيط فى منطقة إمبابة بالجيزة، لا يفكرون فى شىء سوى جمع بعض الجنيهات التى يمكنهم من خلالها شراء مستلزمات يومهم، مضيفة بأنه لم يكن أحد من أسرتها يوما منتميا إلى حزب سياسى أو يفهمون حتى ماذا تعنى كلمة "سياسة"، وما جهاز أمن الدولة الذى سيطر على البلد ردحا من زمان، حتى خرج طفلها "باسل 15 سنة" الطالب بالصف الأول الثانوى عقب تنحى الرئيس السابق مبارك بأيام إلى الشارع، عندما تسربت إلى مسامعه أنباء مفادها ظهور نتيجة امتحان الصف الأول الثانوى بمدرسة مبارك الثانوية العسكرية، إلا أن "باسل" لم يعد سواء بالنتيجة أو بدونها.

وتابعت الأم أنهم فتشوا عنه فى كل مكان لدى أقاربهم وجيرانهم وأصحابهم الذين يتردد عليهم، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل، فالأيام تمر والنتيجة لم تظهر، و"باسل" لم يعد، وأضافت الأم أنهم راحوا يبحثون عنه فى المستشفيات لعله يكون قد أصيب فى حادث أو لقى مصرعه فيطمئن قلبهم شىء ما، فالموت أهون عليهم بكثير من حيرتهم.

وأوضحت الأم أنه نما إلى علمهم من خلال بعض زملائه، بأن "باسل" تم إلقاء القبض عليه أثناء سيره بالشارع من قبل أجهزة أمنية لا يعرفون هويتها، وبتتبع الأمر تبين أن "باسل" تم احتجازه داخل مبنى أمن الدولة بشارع جابر بن حيان بالدقى فى معسكر تابع لأمن الدولة، ومن ثم بدأت تتجدد أمال الأسرة فى عودة الطفل الغائب، إلا أن "أمن الدولة" ماطلهم فى تسليمهم الطفل، الذى لم يرتكب جرما يوما من الأيام سوى أن خرج للشارع للذهاب إلى مدرسته للاطمئنان على نتيجته، فلم يدخل المدرسة وإنما دخل جهاز أمن الدولة.

واختتمت الأم حديثها بأنه بعد انهيار جهاز أمن الدولة بفضل دعاء ملايين الأمهات والآباء الذين عٌذب أبنائهم داخل جدران مقارات هذا الجهاز، تقدموا بالعديد من الالتماسات للقوات المسلحة للإفراج عن ابنهم، ومن ثم استجاب المشير للالتماس وأصدر قرارا بالإفراج عن الطفل، وأمه الآن تنتظر خروجه قريبا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة