إذا قابلك الأعمى كل عشاه.. ما أنت مش أحن من اللى عماه!!
بهذه الكلمات القاسية القاتلة رد المهندس أحمد عز الغنى عن التعريف على أحد المعاقين المعينين فى مصنع عز الدخيلة ضمن نسبة الخمسة فى المائة المخصصة لذوى الإعاقة فى القطاعين العام والخاص وذلك عندما قابله فى عام 2005 طالباً منه أن يتم التعامل مع المعاقين باعتبارهم بشراً لا ينبغى إهانتهم وسلب حقوقهم، حيث يتم حرمانهم من كافة الحقوق ويتقاضى كل منهم 158 جنيها فقط فى الشهر بخلاف نظائرهم من المعينين من غير المعاقين الذين يحصلون على آلاف الجنيهات شهرياً، وذلك طبقاً لما ذكرته أخيراً إحدى الصحف المستقلة!!
بالطبع لا أستبعد أن يكون أحمد عز قد قال هذا الكلام، فتاريخه الأسود وجرائمه البشعة التى ارتكبها فى حق المصريين والتى فاقت فى ضراوتها جرائم الصهاينة تجعله يقول أكثر من ذلك!! ولكن يبدو أن عز وأولياء نعمته الذين أتوا به كدوبلير يحركونه ويوجهونه كيفما ووقتما شاءوا كانوا يتعاملون مع كل المصريين باعتبارهم صماً وبكماً وعميا، فلم يكتفوا بأكل عشائنا بل أكلوا غذاءنا وإفطارنا وتركوا كلاً منا يأكل الآخر ويتبارى كل منا أيضا فى وضع يده فى جيب الآخر بطرق مباشرة وغير مباشرة، وكأننا أصبحنا فى غابة، الغلبة فيها للقادر القوى، والهزيمة للعاجز الضعيف الذى لا حول له ولا قوة!!
للأسف الشديد.. حال المعاقين فى مصر يرثى له ويصعب وصفه.. فهم يعانون الظلم والقهر منذ أمد بعيد، فلم تقف بجوارهم أى حكومة على مدار التاريخ لتحقق لهم ولو جزءا يسيرا مما يتمنون ليتمكنوا من الصبر على قسوة ما يعانون وليعينهم ذلك أيضاً على العيش بكرامة وعزة، بل كان تجاهلهم وإهمالهم وتنحيتهم جانباً باعتبارهم مواطنين من الدرجة العاشرة هو منهج كل الأنظمة والحكومات المتعاقبة فى التعامل معهم!!
ولهذا ينبغى الالتفات إلى هذه الفئة المهمشة للعمل على حل مشكلاتها المتمثلة فى الرواتب الضئيلة المهينة التى تدفعها بعض الشركات والمصانع للعاملين منهم، رغم تخفيف الضرائب المفروضة على هذه الجهات نظير ذلك!!
* مشكلة السكن عند المعاقين أيضاً من المشكلات الخطيرة خاصة مع الارتفاع الجنونى فى الأسعار والإيجار!!
* المعاقون أيضاً محرومون من التمثيل البرلمانى رغم وصول عددهم إلى 9 ملايين معاقا فى مصر، ولذلك من المنطقى جداً وجود أكثر من ممثل لهم سواء فى مجلس الشعب أو الشورى القادمين للتعبير عن قضاياهم ومشكلاتهم بدقة ووضوح.
على كل مؤسسات الدولة ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى المساهمة فى تمكين وتأهيل هؤلاء لاقتحام سوق العمل، خاصة وأن التكنولوجيا أصبحت متاحة ومجهزة لهم بشكل يسير جداً مما يسهل عليهم القيام بالكثير من الأعمال التى كانت شاقة ومرهقة بل ومستحيلة فى السابق، فبداخل كل منهم طاقات مدفونة فى أمس الحاجة إلى من يحييها ويمنحهم الأمل والرغبة فى الحياة.
أخيراً.. وعد د.عصام شرف رئيس حكومة الثورة مجموعة من المعاقين الذين قابلهم فى مقر رئاسة الوزراء بعد توليه المنصب بفترة وجيزة بحل مشكلاتهم وتلبية مطالبهم، وأكد لهم أنه سيستقيل فى حال عدم تنفيذه ذلك!!
العجيب أن شهوراً مضت على ذلك الوعد ولم تتحقق أى مطالب ولم يستقل سيادته، مما يدل على أن كلام شرف مدهون بزبدة تفوت عليه الأيام يسيح!!
هناء المداح تكتب: حتى المعاقين لم يسلموا منك يا عز
الإثنين، 20 يونيو 2011 11:41 ص