محمد حمدى

ملك الحرائق الصغيرة

الإثنين، 20 يونيو 2011 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عند بعض المسئولين والسياسيين، حينما يشتعل حريق كبير داخل البيت، ولا يستطيع إطفاءه، يجب أن تشعل عدة حرائق صغيرة، أو كبيرة خارج البيت، فتشتت انتباه الخارج، وتتفرغ لإطفاء حريق الداخل، كما يحلو لك، وبالطريقة التى تراها ممكنة، دون أن تتحلق حولك العيون لتراقب ما تفعل.

فى سوريا حريق كبير جدا، يكاد يلتهم الوطن، فالشعب المحكوم بالحديد والنار، تحت حكم البعث والأسرة الأسدية، والطائفة العلوية، امتدت إليه رياح التغيير التى تضرب العالم العربى بقوة، ولم يعد ممكنا أو مقبولا استمرار الجمهوريات الملكية بأى شكل، ولا الحياة دون أبسط حقوق الإنسان العادية التى يتمتع بها المواطنون فى جميع أرجاء العالم، بينما العرب ممنوعون منها باعتبارها سم قاتل.\

وحين لم تفلح أكاذيب نظام الرئيس السورى بشار الأسد عن حرب ضد التطرف يخوضها نظامه، وحينما نقل فيس بوك للعالم كله حقيقة ما يجرى فى سوريا، وأن الشعب ثار من أجل كرامته وحريته، فى جميع المدن والقرى بلا استثناء، لجأ الأسد إلى إشعال حريق كبير فى لبنان لعل وعسى تشتد نيرانه وتغطى على النيران المشتعلة فى بلده.

فى لبنان حديث عن أن رئيس الوزراء السابق سعد الحريرى، قد خرج من بلاده على عجل متوجها إلى السعودية، ومنها إلى فرنسا، وحرص المقربون من الحريرى على القول أن مغادرته بيروت تأتى فى إطار نوع من الراحة وجمع شمل أسرته التى غاب عنها بفعل السياسة، وإعادة تأمل الأوضاع اللبنانية، لكن ما سربته صحيفة ليبراسيون الفرنسية يقول عكس ذلك، فقد رصدت أجهزة مخابرات دولية عملية مراقبة لموكب الحريرى قبل مغادرته بيروت، وتوصلت تلك الأجهزة إلى وجود مخطط كان يرمى إلى اغتيال سعد الحريرى بنفس الطريقة التى اغتيل بها والده رفيق الحريرى.

وتشير الصحيفة الفرنسية بأصابع الاتهام نحو حزب الله والمخابرات السورية، لكنها لم تقل أن محاولة اغتيال الحريرى لو تمت كانت ستكون بمثابة حريق كبير فى بلبنان تغطى نيرانه على ما يحدث فى سوريا.

وتبدو تفاصيل الواقع المحيط بعملية اغتيال سعد الحريرى التى تم إحباطها قريبة جدا من اغتيال والده، فهى تأتى فى وقت سيطر فيه الموالون لسوريا على حكم لبنان، بينما خرج معارضوها من الصورة.

وحين اغتيل الحريرى الأب، كانت سوريا قد أبعدت السعودية عن المشهد السياسى، وبالتالى أزاحت الحريرى الأب من رئاسة الحكومة وتولاها عمر كرامى، وتم إجراء تعديل دستورى للسماح للرئيس الأسبق إميل لحود بالاستمرار فى الحكم.

وحين خلت الساحة السياسية لسوريا جرى التخلص من معارضيها فى لبنان، تماما كما هى الأجواء الآن حين سحبت السعودية يدها من الملف اللبنانى لتنفرد به سوريا، ومن ثم كانت محاولة اغتيال الحريرى الابن إعادة إنتاج نفس التجربة السابقة، وفى ظرف تاريخى تحتاج فيه دمشق لحريق خارجى، حتى تنفرد بالحريق الرهيب المندلع فى البيت، وتجهز عليه بالجيش كما تفعل الآن، بينما العالم مشغول بمن اغتال سعد الحريرى، لكن أجهزة مخابرات غربية وعربية، رصدت مراقبة موكبه، واعترضت عملية الاغتيال، ومن ثم غادر الحريرى لبنان قبل اكتمال المخطط، ويقول مقربون منه أنه لن يعود إلى بلاده فى الوقت الراهن لأن عودته تعنى اغتياله.
mhamdy12@yahoo.com









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

nody

فكر تامرى

عدد الردود 0

بواسطة:

العنود من السعودية

يا سلام عليك... يا أستاذ محمد..

عدد الردود 0

بواسطة:

حـامـد غـانـم

الأخت المحترمة : العنـــــود ..

عدد الردود 0

بواسطة:

العنود من السعودية

الى الأخ العزيز ..حامد غانم

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

أتفق وأختلف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة