مجد خلف تكتب: مطلوب استيراد رئيس الجمهورية!!

الإثنين، 20 يونيو 2011 09:30 ص
مجد خلف تكتب: مطلوب استيراد رئيس الجمهورية!! مهاتير محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتمدت بلادنا العربية منذ عشرات السنين على استيراد كل شىء، من الإبرة إلى الصاروخ، فكل شىء فى حياتنا لا نستطيع الاستغناء عنه مستورد،السيارات والطائرات وأدوات المائدة والملابس والقمح والطعام والأدوية، والأجهزة المنزلية والكمبيوتر ولعب الأطفال ومستلزمات المعيشة والزيت والبنزين، ومعدات الصناعة والزراعة كلها أشياء مستوردة، حتى الإنسان استوردناه على هيئة خبراء أو عمالة رخيصة أو حتى غالية ومدربو الفرق الرياضية وحكامها .... ولا ينقصنا سوى استيراد أفراد الشعب!!

وعبر العقود الستة الماضية وصلت بنا الحال إلى إدمان المستورد حتى طال الإدمان الأفكار والقيم والمبادئ ومناهج التعليم واللغة، فأطفالنا نربيهم منذ نعومة أظافرهم على حب المستورد من الألعاب والملابس واللغات الأجنبية، ونزعنا من قلوبهم وعقولهم حب المنتجات الوطنية بدءا بألعابهم وانتهاء بألسنتهم وولائهم، فخرجت إلى الوجود أجيال عديدة تتحدث وتتصرف وتلعب وتعشق المستورد حتى الولاء أصبح للمستورد، فإن كبروا كان التعيين فى الوظائف لمن يتقن اللغة المستوردة، أما من يتقن اللغة العربية فقط دون المستوردة فعليه أن يتحمل تبعة اختياره ولا عزاء له فى مستقبله.

وهذا الاعتماد الكامل عبر أجيال عديدة على المستورد يفقد الشعب هويته لأن ولائه دائما للمستورد.

وربما يصف العالم الغربى المسلمين بالتخلف والتأخر عن ركب الحضارة، لكننا سمعنا عن دول مسلمة خرجت ونجحت مثل ماليزيا وأندونيسيا وتركيا وإيران، فعلى سبيل المثال بدأت ماليزيا خروجها من شرنقة المستورد منذ تولى أمر الحكم فيها مهاتير محمد رئيسا للوزراء وإليكم بعض الأرقام:

- تحولت ماليزيا من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يسهم قطاعا الصناعة والخدمات فيها بنسبة تسعين فى المائة من الناتج الأجمالى.
- تبلغ نسبة الصادرات والسلع المصنعة خمسة وثمانون فى المائة من إجمالى الصادرات.
- انخفضت نسبة البطالة فى ماليزيا إلى 3% فى عام 2002 .
- انخفضت نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر من 52% عام 1970 إلى 5% فقط عام 2002.
- ارتفع متوسط دخل المواطن الماليزى من 1247 دولار فى عام 1970 إلى 8860 دولار فى عام 2002 .

ويقول مهاتير محمد فى آخر تقرير له عن الموازنة العامة قبل تقاعده عن رئاسة الوزراء عام 2003 أن حكومته أدركت تماما أهمية اعتناق قيم إيجابية لتحقيق التقدم المنشود، ولهذا اعتنق منذ 22 عاما سياسة النظر إلى الشرق، إلى قيم العمل السائدة فى اليابان وكوريا التى تقوم أساسا على الانضباط الشديد والإخلاص التام والحرص على اختيار المديرين ليكونوا قدوة صالحة لموظفيهم، وكانت هذه القيم الثلاث هى أساس نجاح خطة مهاتير محمد للنهوض بماليزيا فكانت فترة حكمه من 1981 ــ إلى 2003 هى العصر الذهبى لبلاده إذ خرج بالمارد الماليزى من القمقم، وقرر اعتزال الحياة السياسية وهو فى قمة مجده بعد أن جعل بلاده تتربع على قمة المجد، وأثبت للعالم كله أن النهوض الاقتصادى ممكن فى دولة إسلامية بشرط اعتمادها على المنتجات الوطنية أولا، وعدم استيراد ما يمكن إنتاجه فى ماليزيا ثانيا، والحرص على الوحدة والتآلف بين كل أطياف وأعراق الشعب ثالثا.

وما حدث فى ماليزيا عبر الثلاثين عاما الماضية حدث فى أندونيسيا المسلمة وتركيا المسلمة وإيرن المسلمة، والقواسم المشتركة فى هذه الدول الأربع، أنها تمتعت برئيس حكومة أخلص فى حبه لبلاده فكان التحدى الرئيسى أمامه هو هذا العالم الذى يتجه بقوة نحو العولمة والأمركة واحتكار التقدم والنجاح، فكانت هذه الدول الأربع مثالا يحتذى لبقية دول العالم المتقدم ومثار حسد وإعجاب شعوب الدول العربية التى تتطلع لقيادة مماثلة مخلصة تمسك بزمام أمورها لتحلق بها فى آفاق المستقبل ولكن لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى ابتليت الشعوب العربية عبر العقود الخمسة الماضية، بحكام كان جل همهم أن يخلصوا لأنفسهم ولأرصدتهم للبقاء على مقاعد السلطة يسرقون شعوبهم ويوطدون أركان حكمهم ويقمعون معارضيهم ليبقوا على مقاعد السلطة ما حيوا.

والمفارقة الغريبة التى تحمل فى طياتها معان شتى هى انتخاب مهاتير محمد رئيسا لوزراء ماليزيا فى نفس العام الذى تولى فيه الرئيس المخلوع الرئاسة فى مصر، فأين مصر الآن من ماليزيا؟ وأين سوريا الآن من تركيا؟ وأين اليمن الآن من أندونيسيا؟ وأين دول الخليج الآن من إيران؟

تقدم وحضارة ونجاح واكتفاء ذاتى فى البلاد القوية، وتخلف وتأخر وفشل ورجعية واستهلاك معتمد على الاستيراد بكل أنواعه فى البلاد العربية، فهل يكون الحل فى منطقتنا المنكوبة بحكامها غير المخلصين؛ كى تتقدم كما تقدمت تركيا وإيران وماليزيا وأندونيسيا؛ أن نستورد من تلك الدول الناجحة رؤساء كى يحكموا بلادنا كما نستورد كل شىء؟





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى خاطـر

هل لهذه الدرجة

عدد الردود 0

بواسطة:

جيهان الحسيني

أبدعت

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام كرم الطوخى

سفسطة

عدد الردود 0

بواسطة:

اكرم

فكره رائعه يا أستاذه مجد

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

فكرة جميلة لو بدأنا بأنفسنا اولا

عدد الردود 0

بواسطة:

أمجد

الأمريكي يكسب

عدد الردود 0

بواسطة:

د. طارق النجومى

البلدى يوكل

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن

فكرة

عدد الردود 0

بواسطة:

نرمين كحيلة

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

عطوة الزقم

ملعوبة قبل كده

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة