كالعادة وقف اتحاد الكرة والمسئولون عن الرياضة المصرية مكممى الأفواه رافعين شعار الصمت التام أو الموت الزؤام.. فحتى هذه اللحظات لم أستوعب ما جرى فى مباراة كرة القدم بين الاتحاد السكندرى ووادى دجلة بإستاد الإسكندرية فهو شىء مخزٍ ومثير للدهشة..
فمن المسئول عن استمرار هذا المستوى المخزى من السلوكيات المنحرفة وأعمال البلطجة فى الملاعب المصرية.. المشاهد تتكرر باستمرار من مباراة لأخرى أمام الكاميرات وبسيناريوهات أكثر بشاعة فى أرض الملعب.. أصبحت الرياضة وكرة القدم خاصة كابوسا يؤرق الجميع، فالمأساة أفدح والسبب تعصب أعمى من بعض المهوسين والمتعصبين، لقد تفاقمت ظاهرة البلطجة فى الملاعب بشكل كبير بعد الثورة وعقب استئناف النشاط الرياضى الكروى فى مصر ولم تفلح أجهزة الأمن فى القضاء عليها بشكل كبير أو حاسم، فلا يعقل أن نرى بعض المتهورين يعتدون على رجال الشرطة والحكام الأجانب بطريقة همجية مرتبة ومعدة إعدادا جيدا، فالحقيقة التى لا يمكن إنكارها هى استشراء سرطان البلطجة فى جسد رياضة كرة القدم بالملاعب المصرية.. وهو ما ندفع كلنا ثمنه من تاريخنا وسمعة بلادنا وأخلاق أبنائنا، فالرياضة التى يفترض أن تسمو بالأخلاق والقيم النبيلة وترفع رايات الوطن فى المحافل الدولية أصبحت فريسة لقلة مندسة من البلطجية فقد آن الأوان لنبذهم بعيدا عنا قبل أن تتحول ملاعبنا الرياضية وحتى شوارعنا وبيوتنا إلى ساحات قتال دامية بين المتعصبين الذى يجهلون المعنى الحقيقى للرياضة وسموها، ولابد أن يكون هناك وقفة حاسمة وحازمة وأن يكون هناك عقاب حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات التى تسىء إلى مصر وشعبها.. صدقونى ما حدث فى إستاد الإسكندرية فضيحة بكل المقاييس ولابد من محاسبة المدبر لهذا الاعتداء قبل المعتديين، ولابد أن يكون هناك قرارات حازمة وحاسمة حتى يعود الانضباط والاحترام لملاعبنا، فالجماهير المصرية فى حاجة إلى علاج نفسى يعيد لهم توازنهم لجعلهم فى سلام ووئام ويريحهم من جنون التعصب الذى أستولى على أنفسهم حتى أصبحوا وقودا للغضب وآلة مدمرة للرياضة والوطن.
