بعد غياب واشتياق .. عاد قضاة ملاعبنا لتحكيم مباريات الدورى الممتاز، خاصة المباريات الكبرى.. التحكيم المصرى المحترم والمجنى عليه، يعود معززا مكرما إلى ساحته التى أقصى منها ظلما وعدوانا، بسبب حملات التشكيك فى نزاهته، وبسبب غياب الثقافة فى فهم طبيعة مهمة الحكم فى الملعب، والذى يصدر قراراته فى جزء من الثانية، وسط ضغوط من لاعب الفريقين فى المستطيل الأخضر، ومن ألوف الجماهير المتقلبة المشاعر، والمتعارضة فى انتماءاتها للفريقين المتنافسين .. ووسط أجواء جديدة على مجتمعنا، أصبح فيها العنف والشغب أسهل ألف مرة من شرب كوب الماء.
وعودة التحكيم المصرى إلى ملاعبه، رد اعتبار محترم لهؤلاء الرجال الذين ظلموا كثيرا، وتحملوا ما لا يحتمل من انتقادات غير عادلة وسباب واعتداءات، وليست جريمة الاعتداء على الجميع فى مباراة الاتحاد السكندرى الأخيرة ببعيدة.. فالكل تعرض للإهانة والضرب، لأن ثقافة الروح الرياضية تراجعت إلى أدنى مستوى لها، ضمن أشياء كثيرة وعديدة تراجعت هذه الأيام.
المهمة ثقيلة بالفعل على قضاة ملاعبنا، متى ينتهى هذا الموسم بخير وسلامة، وإذا كانت هناك تعهدات من مجلس إدارة اتحاد الكرة باستقدام أطقم أجنبية لبعض المباريات الحساسة جدا من الناحية الجماهيرية، فإن التحكيم المصرى مطالب بأن يرد اعتباره وهيبته، وذلك بالأداء الجيد والعادل والتيقظ من الحكم ومساعديه حتى لا تتكرر تلك الأخطاء الفادحة والفاضحة، والتى حدثت فى بعض المباريات مؤخرا، وهى أخطاء لا أجد ورائها شبه تعمد ، رغم سذاجتها الواضحة .. وهناك دور رئيسى على مدربى الفرق باحترام قرارات التحكيم، و تفادى الإحساس بالتحفز المبدئى تجاه " أبو صفارة " من أول دقيقة، لأن الشماعة جاهزة لتعليق فشله إذا حدث ، أو لضمان التغاضى عن أخطاء لاعبيه ، و تسهيل المهمة عليهم من الضغط على المنافس .. وهى لعبة معروفة عن أغلب المدربين ، الذين يضعون مبدأ (إرهاب) الحكم ضمن خطة المباراة..
يجب على هؤلاء المدربين أن يعودوا إلى رشدهم و حكمتهم ، وليعلموا أن صورتهم وهم يقفزون ويعترضون ويثورون فى المنطقة الفنية أثناء المباراة .. هذه الصورة تنتقل إلى لاعبيهم فى الملعب، فيفقدون قدرا غير قليل من تركيزهم، ويتحولون إلى أشباه لاعبين فى الملعب، لا يبحثون عن الكرة ولكن عن هفوات التحكيم، لأنهم عاجزون عن التهديف، فيبحثون عن ضربة جزاء أو ( فاول ) على المنطقة الخطرة لخطف هدف، بعد أن طال عجزهم.
العدالة مطلوبة أولا من المدربين واللاعبين فى الملعب، ومن بعدهم الجمهور فى الملعب، حتى تأتى العدالة من التحكيم فى أجواء صالحة، وهذه هى الثقافة التى نتمناها فى ملاعبنا، حتى نتفادى حالة الاحتقان التى نوشك أن تفسد كل شىء.
سامى عبد الفتاح يكتب: عدالة التحكيم من المدربين أولاً
الإثنين، 20 يونيو 2011 11:17 م