جيهان الحسينى تكتب: فرعون كل العصور

الإثنين، 20 يونيو 2011 09:54 م
 جيهان الحسينى تكتب: فرعون كل العصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا نظرنا إلى كل حاكم تفرعن وتجبر فى الأرض على مر العصور لوجدنا ثلاثة عوامل تحكم سلوك كل حاكم وبالتالى تؤدى إلى صلاحه أو فساده، هذه العوامل هى الإيمان بالله، والحاشية المحيطة به، والزوجة والأولاد.

فلو كان هناك إيمان حقيقى قوى لأدرك الحاكم أن وصوله إلى الحكم هو منحة من الله وتكليف وحمل أمانة شعب فى عنقه، ولكن لكى نكون منصفين، فلابد أن نعلم أن الحاكم بمجرد اعتلائه كرسى الحكم وإحساسه أن رأسه أصبحت أعلى من كل الرؤوس وأنه لا يضاهيه أحد فى المنزلة وبما أن النفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربى، فلابد أن يكون هناك إيمان راسخ وعقيدة قوية لمغالبة النفس والجهاد معها، للتغلب على الإحساس بالتعالى والغرور والذى يؤدى إلى الإصابة بجنون العظمة، والأمثلة كثيرة فرعون موسى الذى رأى أنه ربهم الأعلى وأنه أولى بالعبادة، ومن تاريخنا المعاصر الأمثلة كثيرة وقد يكون أكثرها طرفاً وفى ذات الوقت أشدها إيلاماً هو الرئيس القذافى الذى خاطب شعبه باستعلاء واحتقار واصفاً إياهم بالجرذان ومخاطباً لهم بتساؤل من أنتم للتقليل من شأنهم وازدرائهم وأنه زعيمهم الذى يأتى قبل ليبيا أى قبل الوطن.

أما عن البطانة والتى إن صلحت قومت الحاكم ومنعته عن كل قبيح وإن فسدت شجعته وحرضته على كل رذيلة، وأعمت عينيه عن حقيقة ما يدور حوله، بل تُكثر من المديح والنفاق حتى تصل به إلى بئس المصير.

أما عن الزوجة والأولاد والذين حذر منهم رب العزة فى كتابه وذكر أن منهم عدو للزوج، فالزوج الذى يُصاب بالضعف أمام طلبات زوجته وأولاده غير المشروعة ويحققها لهم، ماذا سيفعل إذا أصبح حاكما وامتلك زمام بلد بأكمله؟ والأمثلة كثيرة على حكامنا الذين استغلوا حكمهم وأرادوا تحويله من نظام جمهورى ديمقراطى إلى ملكى ديكتاتورى لتنصيب أولادهم أو ترك الحكم لهم بعد وفاتهم ومنهم من نجح فى ذلك، وحتى من حكام النظام الملكى من تعدى على أولوية حكم الأخ أو ابن العم لصالح ابنه.

أذن هى ثلاثة عوامل فاصلة بين صلاح الحاكم أو فساده، وبين إقامة العدالة أو التحول إلى فرعون متجبر.

فأرجو أن يتنبه كل ذوى سلطة لتلك الحقيقة فالدنيا لا تدوم لأحد واليوم حياة وعمل وغداً حساب، وكلما زادت الأمانة كلما زاد حملها وحسابها، سدد الله خطا كل من أراد الخير والعدالة وسعى إليهما.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

الله ينور عليكى يا استاذه جهان

فعلان الدنيا لا تدوم لأحد

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد رياض

الفاسد نهايته زنقه زنقه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

وزةوزة

وزة

حسبنا الله ونعمة الوكيل فى كل جبار

عدد الردود 0

بواسطة:

hysam

معاكى حق استاذ جيهان

قالوا لفرعون ايش فرعنك
قال ملقيتش حد يلمنى

عدد الردود 0

بواسطة:

رحمه

سؤال للكاتبة أرجوا الإجابة عليه ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

جيهان الحسيني

و هأنا أجيب

عدد الردود 0

بواسطة:

اكرم

الي الاستاذه رحمه تعليق 5

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو عاصم

لا تظلموا فرعون

عدد الردود 0

بواسطة:

رضا

انا اختلف معك في الرآى

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدي يوسف

معذره ...

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة