من المسئول عن هذا الجهل وهذه الغيبوبة؟.. كنت قد كتبت عدة مرات عن مذيعى التليفزيون من البنات والبنين الذين يرتدون قمصانا وبلوزات تصدم العيون والمشاعر والحس الوطنى بلغتها الإنجليزية، وطالبت بوقف هذه المهازل التى تكشف الذوق الفج، وغياب للحد الأدنى من الانتماء، وتجاهل اللغة العربية تماما أى تهميشها وازدراءها بتبجيل غيرها ومنحه كل الاعتبار، ومن المفترض أن الإعلاميين والفنانين قبل كل شرائح المجتمع يمثلون القدوة التى تقتدى بها الجماهير، لأنهم مشهورون وكثير منهم يعرفهم الناس بالاسم والرسم.
والغريب أننى لاحظت بعد كتابتى وغيرى زيادة فى عدد المذيعين الذين يطالعون المشاهدين بأزياء تحمل عبارات بالإنجليزية وكأنهم يسيرون على نهج مبارك: قولوا ما تشاءون وسوف نفعل ما نشاء، ولا يفوت المخرج العبقرى هذه الفرصة فى العادة فيأمر المصورين بالدخول على الصدر الإنجليزى بالعدسة الزوم ووضع اللغة الأجنبية فى حالة الفوكس فخراً بما يستخدمه المذيع أو الممثل.
انتهت للأسف هذه المرحلة بالإخفاق المدوى الذى حققناه وانتصرت الإنجليزية وانتصر الإعلاميون والممثلون والمخرجون الذين لا تعنيهم العربية ولا الوطنية ولا الشىء الغريب الذى يتحدث عنه أحيانا المثقفون وهو الـ.. الـ.. الانتماء.
أحدث صيحة رأيتها فى حلقة من حلقات مسلسل "النهر والتماسيح" التى عرضتها قناة الدراما المصرية مساء الثلاثاء 31 من مايو وهو بطولة الفنانة صفاء أبو السعود وإخراج أحمد السبعاوى، حيث ظهرت ممثلة أظن اسمها بثينة رشوان ترتدى عباءة كحلى لها صدر مطرز أما كل العباءة كلها فمحتشدة برسوم للنجمة الصهيونية السداسية.. تنتشر النجمة بشكل مستفز من الصدر إلى الذيل بما يمثل عاراً ودونية لا مزيد عليها.
إن هذا التهاون يفتح قضية ثقافة الإعلاميين والفنانين وبالذات الممثلين والمخرجين.. كل ما يشغل أكثرهم هو ما يكسبون من أموال طائلة وما يكتب عنهم، والصور التى تنشر لهم والبرامج التى يقومون فيها بدور المحاورين ومحاولة تثقيف الجمهور، وأظن أن معظمهم غير قادر على القيام بهذا الدور.
لكن الحالة بشكل عام تحتاج إلى مراجعة وتقييم هذا الأداء، ومن المهم أن يعلم الجميع أن المبادئ والقيم لا يجب أن نتجاهلها ونحن نقدم خدمة ثقافية أو إعلامية، وتأتى قبل هذا كله صورة الوطن وكرامة المواطنين.. لأن الوطن كيان مقدس يتعين رفعه على الرؤوس واحترام قضاياه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة