أشرف نبوى يكتب: هل فكرتم فى الانتحار؟

الخميس، 02 يونيو 2011 03:28 م
أشرف نبوى يكتب: هل فكرتم فى الانتحار؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على المستوى الشرعى الإقدام على إزهاق الروح بالانتحار يدخل صاحبة دائرة الكفر بالكلية ويخرجه من رحمة الله عز وجل، لكن ليس كل انتحار هو إزهاق للروح ومغادرة دنيانا، فعلى سبيل المثال من يقارف الدنايا من الأفعال ينتحر اجتماعيا ويصبح ميتا لدى من حوله ومن يصر على مقارعة الذلل ولا يتعلم من أخطائه ينتحر أيضا دون أن يشعر، ومن يبع بنى جلدته لمنافع شخصية بعدما وثقوا فيه ورفعوه على الأعناق ينتحر سياسيا وهكذا.

وقد ألمنى أن أرى بعض المثقفين والإعلاميين أثناء وبعد الثورة فى الوطن العربى يصرون على الانتحار إصرارا عجيبا، وتجد الواحد منهم لا يكتفى بتغيير جلده من وقت لآخر، بل إنه يغتنم كل فرصة ليعيد تلوين توجهه حسب رؤيته للقادم وحسب توقعاته الخاسرة دوما لكونها بنيت على أساس مصلحة شخصيه مرتجاة وليس عن قناعة أو عقيدة محددة.

وقد يهون كل هذا كون المتضرر الوحيد هو هذا المتلون الذى لا يلبث أن يكشف عن وجهه القبيح وينهار ليرحل إلى غير رجعة بعدما أصبح الجميع على درجة من الوعى تحميهم من الغفلة وتصديق الوهم، إلا أصحابنا هؤلاء الذين صورت لهم شياطين أنفسهم إنهم الأذكى والأكثر وعيا وإدراكا وفهما، فسقطوا فى هاوية الظن وخسروا الكثير.

أقول هذا وأنا أتابع بحسرة زيف الإعلام الرسمى العربى وهو يتناول ما يحدث فى كل قطر باستخفاف للعقول وتزييف يصل لحد السذاجة وتأليه للطغمة الحاكمة وتجميل للطغاة بكل ما أوتوا من قوة، ويقينى إنهم جميعا يدركون سخافة اللعبة وأن ما يروجون له لن يلبث أن ينهار وينتهى بقانون لا يصح إلا الصحيح.

لكنهم أما طامعون فى جنى ما يستطيعون من أرباح مع تغيير الوجهة وتبديل الجلد فى اللحظة التى يرونها مناسبة، أو أنهم يراهنون على استمرار الأنظمة القمعية وينحازون لمن يظنونه باقيا، وفى الحالتين فإن هؤلاء سبة فى جبين المثقفين والإعلاميين وسيدون التاريخ عارهم على صفحات سوداء تفوح برائحة قبح ما ظلوا يدافعون عنه وهم على يقين من بطلانه.

وقد أثارنى جدا ما أطالعه على قنوات أنظمة بعينها مثل النظام الليبى واليمنى والسورى – (مع اعترافى بأن الإعلام فى باقى الدول حتى التى نجحت ثورتها جزئيا كمصر وتونس لا يزال يرزخ تحت وطأة الحرس القديم لكنه يحاول من خلال قنوات خاصة أن يحدث توازنا فى المعادلة)- أما الغث والذى تتناقله القنوات الرسمية فى الدول التى ذكرت آنفا فإنه يصيب المرء بالغثيان، ويجعلنا نكرر ما قلناه فى البدء – هل فكرتم فى الانتحار؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة