محمد عبد الغنى شداد يكتب: يوميات متشائم

الأحد، 19 يونيو 2011 12:27 ص
محمد عبد الغنى شداد يكتب: يوميات متشائم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعـــونا نتفق أن الشباب الذى نظم ثورة 25 يناير العظيمة قد افتقد لشىء هام جـــــدا يعتبر بمثابة أهم من قيام الثورة نفسها، ألا وهو "مرحلة إدارة ما بعد الـــثورة" صحيح استطـــاعت الثورة أن تقضى على رأس النظام الذى كان يـــــرى الشعب مجرد كائنات دون كون ووجود دون علة ليس لهم الحق فى أن يــــعيش حياة كريمة.

واستطــــاعت أيضـــا أن تزج بأتباعه فى السجون ومزابل التاريخ حتى أشفقنا على شعور تلك المزابل من احتواء أمثالهم، واستطاعت أيضا أن تقضى على رؤساء التحرير الذين جعلوا من الصـحف القومية كالبغايا والعاهرات التى تجوب شوارع باريس بحثا عن الزبائن.. وصحيـح أنك عندما تنظر فى النتيجة ستجد أن صلاة الفجر فى تمام الساعة الرابعـــــة وعشر دقائق ولكنك إذا نظرت فى الساعة ستجدها الثالثة وعشر دقــــائق، فهنا ستتأكد أن الثورة ألغت العمل بالتوقيت الصيفى الذى كان يمثل كابوسا للمصريين فى العصر المباركى.

ولـــــكن ما افتقده الثوار فى مرحلة ما بعد الثورة هو تحديد مجموعة بعينها تتــــحدث عن الثورة فى المؤتمرات والمحافل المختلفة فما حدث فى مؤتمر "الوفـــــــاق الوطنى" الذى دعا إليه المجلس العسكرى خير دليل على عدم توحيد الصف، فقد خرج شباب من ائتلاف الثورة بعد المؤتمر يقول إن هناك شـــباب تتحدث باسم الثورة لم نعرف عنهم شيئا ولم يعملوا فى السياسة قبل 25 ينــــاير ومن هذا المنطلق كان من الأهمية بمكان أن يتم تحديد مجموعة بعينها لتتــحدث عن مطالب الثورة، حتى لا يكون هناك مجالا للدخلاء الذين يسعون إلى الفوضى وتحقيق الشو الإعلامى، فلابد أن يكون الثورى نظيفا، ومحددا حتى لا تتسخ الثورة.

هنــــــاك شىء صاحب قانون حرية تأسيس الأحزاب فـتجد الآن فى الميادين الــــعامة وحتى فى الأزقة لافــــتات تدعوك إلى الانـــــضمام إلى حزب ما ومـــــنشورات تدعوك إلى حضور المؤتمر الصحفى الأول لحزب ما حتى أصبح أكثر الأشياء فى بلدتنا الأحزاب.

ومن الغريب أن تلك الأحزاب تسعى فــــى البداية إلى نبذ الشقاق وتحقيق الوفاق وبعد ذلك كلها ينشق فى الساعة شقين وينشق على الشقين شقان، وينشقان عن شقيهما لنرى بعــد ذلك أن أحد أعضـــــاء الحــزب خرج ليشكك فى مصداقية رئيس الحزب على صفحات الجرائد ليتفكك الحزب، وهكذا دواليك فى كل الأحزاب لذلك فكرت فى أن أنشئ من نفسى حزبا ثم أفعل مثلهم تماما، أعلن عن حزبى انشقاقى، فرحنا كثيرا للمبادئ التى نادت بها الثورة، ولكن ما يحدث على أرض الواقع جاء مختلفا تماما فما زال هناك من لا يحترم قواعد المرور، وهناك من يغازل الفتيــــات، وهناك من يلقــى القمامة فى الشوارع، وهناك من يعترض طريق المـارة، فأدركت تماما أننا لابد وأن نغير من أنفسنا أولا ولأن تشاؤمى أودى بى إلى نظرية مفادها هو أننا الذين نصنع "الحاكم الظالم" ونجعله يتبنى "نظرية القطــيع"، وأدركــــت أيضا أننا الذين نزرع الطغيان بأنفـسنا ونهـــيئ له التربة والنســـمة لكى ينمو ويترعرع، وأدركت أيضا أنه لا توجد قــــمامة فى الدنيا يكون أدنى سفحـــها أنقى من القمة، وأدركت تماما أن العلة لـــيست فى الحاكم الظالم، العـــلة يا شعبى فيك.

وأحجمت أن أدعــــو على الطغيان بالنقمة لأنى خشيت أن يقبل ربى دعوتى فتهلك الأمة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة