مثقفون: ترشح "العوا" للرئاسة "لعبة من الإخوان"

بعد ساعات من إعلان الدكتور محمد سليم العوا قرار ترشحه للرئاسة، تباينت ردود أفعال عدد من المثقفين والمفكرين تجاه موقف العوا المتذبذب من عملية الترشح، خاصة بعدما نفى وتردد فى إعلان موقفه صراحة مرات ومرات، ففى الوقت الذى نصحه البعض بالاكتفاء بموقعه الفكرى، خاصة فى هذا الوقت الذى نعانى فيه من قلة المفكرين الإسلاميين المستنيرين، ظن آخرون أن ترشح العوا للرئاسة بمثابة "لعبة من الإخوان" لضمان الوصول للحكم.

قال الدكتور وحيد عبد المجيد، رئيس مركز الأهرام للترجمة والنشر، أفضل أن يبقى العوا فى موقعه الفكرى، باعتباره واحدا من المفكرين الحقيقيين فى العالم الإسلامى، على عكس المرشحين للرئاسة فهم كثيرين، ولا أعتقد أن الإخوان مارسوا ضغوطا عليه ليرشح نفسه، ليكون واجهة لهم فيما بعد، خاصة أنهم أعلنوا بمنتهى الوضوح والشفافية أنهم لن يقدموا على هذه الخطوة منذ 8 فبراير الماضى.

وأضاف: عدم وجود أحد إسلامى فى الانتخابات الرئاسية سيخلق نوعا من الطمأنينة والارتياح لدى الكثيرين، خاصة لمن لديهم مخاوف من التيار الإسلامى، واعتقد أن الإخوان سيكون لهم دور كبير فى تشكيل الحكومة الجديدة، من خلال انضمامهم فى ائتلافات الأحزاب الأخرى، ولكن هذا لا يعنى أنهم سيكتسحون البرلمان، لأن هذا من الصعب أن يحدث، وأنصح العوا بأن يتراجع عن هذه الخطوة.

فى حين قال الشاعر عبد المنعم رمضان، ماحدث مجرد لعبة من الإخوان، فلا أستبعد أن يكونوا مارسوا ضغوطا عليه للإقدام على هذه الخطوة، فهذه هى عادة الإخوان دائما قبل أن يقوموا بأى شىء "يجسون النبض" فى الشارع أولا ويراقبون مدى الاستجابة والتأييد أو المعارضة.

وأضاف: إذا تحدثنا عن العوا ووصول مفكر لهذا المنصب لأول مرة، فهنا يحق لنا أن نسأل إذا كنا نريدها جمهورية فلاسفة كما قال أفلاطون، هل العوا هو ذلك الفليسوف الجدير بأن نمنحه أصواتنا، ثانيا، ما الذى يقوله ويقدمه العوا، أليس كل هذا مجرد استعادة لأقوال وأشياء مضت؟

وقال الكاتب أحمد الخميسى، علاقة الإخوان بالمتغيرات كأى فصيل سياسى، عينهم دائما على السلطة، ولكنهم يشقون الطريق لذلك بأشكال متنوعة مراعاة لحساباتهم السياسية مع مصدر السلطات فى البلد، وهم يحاولون الوصول للحكم بشكل أكثر اعتدالا، ولا شك أن العوا هو منفذهم للوصول للرئاسة.

وأضاف: إذا وصل العوا للحكم سيكون رجل الإخوان بلا شك وفى جميع الأحوال وصول الإخوان لهذا المنصب سيشق البلد إلى نصفين، وأعتقد أن تذبذب العوا فى إعلان موقفه منذ البداية بشكل واضح يرجع لطبيعة الإخوان المعتادة، فهم دائما يظهرون أشياء ويخفون أخرى عديدة.