فنانون تشكيلون يطالبون بتحديد معايير للمشاركة المصرية فى بينالى فينيسيا

اقترح الناقد الدكتور ياسر منجى المدرس بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة، عقد مؤتمر موسع يشارك فيه الفنانون التشكيلين لوضع إطاراً عاماً للمشاركات المصرية فى بينالى فينيسيا الدولى لتفادى الأزمات التى تثارعقب كل مشاركة، وأن يكون الاختيار من البداية عن طريق مسابقة بين الفنانين.

وقال منجى فى تصريحات خاصة لليوم السابع، "فى كل دورة من بينالى فينيسيا ندخل فى أزمة بسبب المشاركة المصرية، لأن النظام المتبع لاختيار العمل الممثل لمصر يفتقد معايير واضحة فلا نعرف على أى أساس ترشح الفنان أو القوميسير، الذى يخرج ليقول أن لديه رؤية أكثر حداثة وآمال كبيرة فى الفوز، ثم نفاجأ بعودة الجناح المصرى بدون جوائز".

وأضاف منجى، أن نقابة التشكيليين عقدت ندوة لمناقشة أزمة كتالوج الجناح المصرى، وكان من الأولى مناقشة الضوابط التى تحكم المشاركة المصرية فى البينالى، وأعتقد أنه آن الآوان لأن نتحدث عن فلسفة اختيار المشاركة فى الجناح المصرى، لأن فى الدورات الماضية كان وزير الثقافة يقترح اسم قوميسير الجناح، وبناء على هذا الاقتراح يكون القوميسير مطلق اليد لتحديد المشروعات ووضع الرؤيا والإطار العام، وأيضا غياب الشفافية فلا نعرف أين تنتهى حدود صلاحيات القوميسير أو لجنة الفنون التشكيلية أو قطاع الفنون التشكيلية.

وأكد منجى على أن "المنافسيت " الأساسى لفلسفة الاختيار يجب أن يكون قابلاً للتعديل، ومقترنا بمسابقة بعد انتهاء دورة البينالى لاستغلال فترة العامين للتجهيز للدورة التالية، بلجنة متغيرة لأننا نعانى من اللجان الدائمة - حسب قوله - التى تعتقد بعد فترة أن آرائها غير قابلة للنقاش أو الحوار، ومن الممكن بعد اختيار أفضل ثلاث أعمال أن تعقد اللجنة مؤتمراً لطرح رؤيتها فى المشروعات المقدمة، وتفتح المجال للفنانين فى اقتراح رؤى ومحاولة تعديل الأفكار، وبعد الدورة تقدم كشف حساب معلن حول أوجه الصرف على المشروع وحجم تكلفته.

وأوضح أنه لا عيب فى مشاركة رجال الأعمال المصريين فى دعم الجناح المصرى كمواطنين شرفاء، حتى لا يثار أن الجناح حصل على دعم خارجى، ويغلق باب نقد قاس، بعدما أثير أن الفنان شادى النشوقاتى اضطر لأجهزة الجامعة الأمريكية التى لم تتوفر فى قطاع الفنون التشكيلية.

واتفق معه الفنان طاهر عبد العظيم أستاذ الديكور بكلية الفنون الجميلة فى ضرورة وضوح الرؤية حول اختيارات لجنة البينالى وقال إنه من الممكن أن يعلن عن مسابقة للاشتراك فى البينالى تحدد خلالها المعايير التى يتم الاختيار على أساسها، موضحا أنه فى الدورات الماضية كان الاختيار يتم فى دوائر ضيقة، ولم يكن أكثر الفنانين يعرفون ماذا يدور داخل اللجنة وعلى أى أساس، ويجب أن تكون هاك معايير معروفة لأن بينالى فينيسيا أحد أهم الأحداث الفنية فى العالم، ويجب إعلان عن اللجنة المسئولة عن الإختيار كنوع من المصداقية، ويكون لنا الحق فى أن نعرف الشروط وكيفية الإختيار لأننا لا نعرف إلا بعد أن تحدث مشكلة وتثار فى الإعلام".

ويرى الدكتور رضا عبد السلام أستاذ التصوير الجدارى بكلية الفنون الجميلة، أن قطاع الفنون التشكيلية عليه تشكيل لجنة متغيرة لإدارة الأمور الفنية والمقتنيات، تتكون من عدد محدود من الأعضاء تتوافر فيهم الشفافية والحيادية والإطلاع على حركة الفن المعاصر فى العالم وفى مصر تحديداً"، مشيراً إلى عدم ثقته فى لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة، وأكد على رغبته لحل المجلس لأنه يعانى من المركزية واختياراته مضطربة.

وقال عبد السلام، إن لجنة الفنون التشكيلية بدأت فى الدورة الماضية طرح مسابقة لاختيار المشروع المشارك فى الجناح المصرى، ولكنى أرى أن هذا مناسب فى أعمال الطلبة وليس لمعرض كبير بحجم بينالى فينيسيا ووصف فكرة المسابقة بالمدرسية العقيمة، مضيفا أن أحد البدائل أن يرشح فنان كقوميسير يستمر لأكثر من دورة، ويكون لديه من الخبرة بمستجدات الفن المعاصر فى العالم ويستطيع متابعة حركة الفن المصرى ليرشح أفضل الفنانين الذين يستطيعوا تمثيل مصر، وهذا ما يحدث فى إيطاليا وإسبانيا وهذا سبب فوزهم بالجوائز.