الغموض يسيطر على أداء الخارجية قبل 10 أيام من مغادرة "العربى"

الأحد، 19 يونيو 2011 12:56 م
الغموض يسيطر على أداء الخارجية قبل 10 أيام من مغادرة "العربى" الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية
كتب إبراهيم بدوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل 10 أيام من مغادرة الدكتور نبيل العربى، وزير الخارجية، مهام منصبه إلى موقعه الجديد كأمين عام للجامعة العربية أول الشهر المقبل، تسود حالة من الغموض والارتجال أداء الدبلوماسية المصرية فى ظل تقييمات للفترة التى قادها العربى والتى حقق خلالها تحولا كبيرا فى بوصلة السياسة المصرية الخارجية.

ويعد تكليف العربى برئاسة وفد مصر فى القمة الأفريقية المقبلة فى غينيا الاستوائية التى تبدأ أعمالها آخر الشهر الجارى وتختتم أعمالها مساء الأول من يوليو ليغيب العربى عن الجامعة العربية من أول يوم، هو أبرز مظاهر التخبط، كما أن قرار العربى المفاجئ بتعيين وكيلا لوزارة الخارجية، رغم أن حكومة شرف طلبت منه تعيين نائبا له لشئون أفريقيا وهو ما أكد دبلوماسيون أنه مازال منصبا مطروحا، ويؤكد أن الغموض مازال يحيط بمستقبل الدبلوماسية المصرية على الأقل من الناحية الإدارية.

وقد كشفت الشهور القليلة التى تولى خلالها العربى حقيبة الخارجية عن الكثير من المفارقات رغم ما يؤكده البعض أنها عبرت فى مجملها عن طموحات الشارع المصرى والعربى على السواء.

المفارقة الأولى تتجسد فى ازدواجية ما يشعر به رجل الشارع المصرى والعربى وبين ما تحقق على أرض الواقع فلا يختلف اثنان على ما قام به العربى من أحداث طفرة فى السياسة الخارجية المصرية بامتلاكها زمام قراراتها وتغليبها مصالحها الوطنية والقومية على الخضوع لأى إملاءات خارجية من الولايات المتحدة أو حليفتها إسرائيل.

واتضح ذلك فى مواقف حاسمة حمل لواءها العربى برعايته شخصيا لعدد من قضايا مصريين مغتربين وقراراته بفتح معبر رفح والانفتاح على إيران وغيرها من القرارات الجريئة التى وصفتها واشنطن وتل أبيب بالمزعجة بعد خروجها عن معايير الحظيرة الأمريكية لينحى العربى بسياسة مصر إلى اتجاه مغاير تماما عما تعود عليه المصريين طوال ثلاثين عاما فى حكم الرئيس السابق.

وعلى عكس حالة النشوة السائدة، فإن الواقع ربما يبعد بتلك القرارات عن دائرة تحقيق المستهدف منها، والدلائل هنا تتعلق بانهيار تطلعات العربى الصادقة نحو الاقتراب النسبى من إيران والتى تناسى خلالها البعد الأمنى حيث شهدت الأيام الأخيرة انحسارا ملحوظا فى العلاقات مع طهران بعد ضبط قاسم الحسينى الدبلوماسى الإيرانى بالقاهرة وترحيله لبلاده بعد إدانته بالتخابر لصالح طهران لتعود بعدها العلاقات إلى ما دون الصفر.

كما تزامن الحديث عن ضغوط أمريكية خليجية على القاهرة لوقف التقارب مع إيران مع تصريحات للحكومة المصرية أكدها العربى حول علاقة مصر بدول الخليج كونها "خطا أحمر" لا ينبغى على طهران تجاوزه.

وجاء قرار العربى بفتح معبر رفح بصفة دائمة لرفع المعاناة عن الفلسطينيين المحاصرين فى غزة ليصطدم بواقع محاولة عناصر فلسطينية مرفوضة أمنيا دخول الأراضى المصرية ورغم البعد الإنسانى الذى تبناه العربى المعروف بمواقفه الصريحة منذ معارضته بعض بنود اتفاقية كامب ديفيد للسلام وتنحيته من جانب الرئيس السادات عن المفاوضات إلا أنه فوجئ فى قضية المعبر بالبعد الأمنى من جديد.

أما المفاجأة الثانية فمن داخل أروقة الوزارة حيث تنتشر حالة من الضبابية حول مستقبل الدبلوماسية المصرية ورغم بدء العربى مسيرة إصلاحات للقضاء على الفساد والمحسوبيات بتوصيف الوظائف والمهام وإرساء مبادئ المسئولية والمحاسبة إلا أن الغموض يبقى سيد الموقف فيما يتعلق بالخطط والجداول الزمنية وتأجيل الزيارات لعدد من الوفود دون موعد محدد ليبدو اعتماد آليات العمل على شخص العربى وليس على سياسة واضحة المعالم يسير عليها من يأتى من بعده ويزيد من وتيرة هذا التخبط أجواء الغموض التى تحيط بخليفة العربى ومن يقود الدبلوماسية المصرية فى هذه الفترة الحرجة التى تموج خلالها المنطقة بالكثير من الاضطرابات فى ليبيا وسوريا واليمن وانسحاب المسيرات المطالبة بالإصلاحات على الدول الملكية فى الأردن والمغرب وغيرها من توابع رياح التغيير بالمنطقة.

المفارقة الثالثة والأغرب تتجسد فى حنين عدد من الدبلوماسيين إلى أيام وزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط الذى تم تكريمه سرا فى الاحتفال السنوى بيوم الدبلوماسى منذ أيام بعد منع الصحفيين لأول مرة من حضور الحفل منعا لإثارة الرأى العام الذى يحسب أبو الغيط على نظام الرئيس السابق ورغم شكوى البعض من صرامة أبو الغيط وفظاظته أحيانا إلا أن بعضهم أعرب عن افتقادهم ما كان يتمتع به أبو الغيط من حزم وانضباط ووضوح الرؤية والهدف، على حد تعبيرهم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة