أعد "بوعاز بنحاس" رئيس قسم الشئون العربية بصحيفة "يسرائيل هيوم" ملفا خاصا عن جاسوس الموساد "إيلان جرابيل " حمل عنوان "وريث القرش"، أوضح فيه أن جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" أصبح الشماعة التى تعلق عليها مصر أخطاءها.
وقال "بنحاس" إنه قبل أسبوعين من أن يقوم الشاب التونسى محمد البوعزيزى بحرق نفسه، وكانت الشرارة الأولى للثورات العربية، اتهم المصريون جهاز الموساد بأنه جند عملاء تحت مياه البحر الأحمر، ألا وهى "القروش" لمهاجمة السياح فى مدن شرم الشيخ وطابا والغردقة لضرب السياحة المصرية.
وأضاف "بنحاس" فى سخرية إن قروش الموساد تمكنت من إصابة 4 سياح من روسيا فى ديسمبر الماضى بمدينة شرم الشيخ كانت إصابة اثنين منهما خطيرة، ولم يجد المصريون أسهل من جهاز الموساد لكى يتهموه بالحادثة على لسان محافظ جنوب سيناء محمد عبد الفصيل شوشة.
وأشار "بنحاس" إلى أنه لم يمر سوى 6 أشهر حتى تمكن المصريون من اصطياد قرش إسرائيلى جديد يدعى "إيلان جرابيل"، ومتهم بالتجسس لصالح الموساد، ولكنه هذه المرة جاء عن طريق البر لضرب الأمن القومى المصرى، مثلما ضربت القروش البحرية السياحة المصرية.
وأوضح "بنحاس" أنه فى بداية الأسبوع حسب ظن المصريين أنهم اصطادوا "صيداً ثمينا" من نوع "إسرائيلى" الماركة المحببة لدى المصريين، فى الوقت الذى أعربت فيه تل أبيب عن اندهاشها العميق من القبض على "جرابيل" ذلك الشاب اليهودى الأمريكى الذى هاجر من الولايات المتحدة، وبدأ الخدمة بالجيش الإسرائيلى فى عام 2005 بالفرقة 101 مظلات، ولم تكن تل أبيب على علم بسفر ذلك الشاب سوى من خلال وسائل الإعلام المصرية التى اتهمته بإثارة الفتنة بين الأقباط والمسلمين.
وأشار "بنحاس" إلى أن الدولة المصرية شاركت فى حفل اتهام "جرابيل" على لسان نائب رئيس الوزراء يحيى الجمل الذى أعلن صراحة "المتهم كان ينوى زرع حرب أهلية فى مصر".
وزعم "بنحاس" أنه بعد عدة أيام اكتشف الشباب المصرى الواعى الذى تمكن من الإطاحة بمبارك أن يقتنع بأن اتهام "إيلان" مجرد محاولة من السلطات المصرية لإلهاء الشعب بعض الوقت، حيث إن السلطات سمحت له بالتسلل وتصويره لكى توجه له تهمة "التجسس"، ويقتنع بها الجميع، زاعما أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على الحكومة المصرية للإفراج عن "إيلان".
وقال "بنحاس" لم تكن هذه المرة الأولى التى تتهم فيها مصر مواطنين إسرائيليين بتهمة التجسس، فكاتب هذه السطور زار ميدان التحرير عقب الثورة مباشرة فى زيارة استغرقت أقل من أسبوع انتقلت فيها بين القاهرة والإسكندرية، وكشفت ما لا يقل عن أربع منشورات فى الصحف عن اتهامات بالتجسس لصالح إسرائيل.
وأشار إلى أنه بدون شك هى مادة خصبة لبيع الصحف والمجلات فى مصر بشكل خاص وفى الدول العربية بشكل عام، موضحا أن القاهرة لم تكن تحتاج لثورة ميدان التحرير لكى تلقى بتهم التجسس لصالح الموساد.
ونقل "بنحاس" عن مصدر دبلوماسى رفيع المستوى قوله إن "إيلان" فى مشكلة حقيقية تتمثل فى الطريقة التى حاول بها التعرف على مصر، فقد نسى أنه فى دولة عربية تشكك فى كل شىء وفى أى شىء حتى ولو كان لا يقصد به شيئا.
وأوضح "بنحاس " لقد سبقت قضية "إيلان" عده قضايا أخرى كان أبرزها "عزام عزام" الذى ألقى القبض عليه بواسطة جهاز المخابرات العامة المصرى فى 5 نوفمبر 1996 بتهمة التجسس لصالح الموساد، رغم إعلان تل أبيب أنها لم تقم بهذا وكذلك نفى عزام، وبعد 8 سنوات قضاها بالسجن أفرج عن عزام فى 5 ديسمبر عام 2004 بقرار من الرئيس السابق حسنى مبارك، إلا أن هذا لم يضع حدا لاعتقال "الجواسيس" حيث لازال فى السجون المصرية الإسرائيلى البدوى "إسماعيل عودة طربيان".
واختتم "بنحاس" بالقول إنه بدون شك أن القبض على "إيلان" أعاد العلاقات بين مصر وإسرائيل إلى علاقات شديدة التعقيد، فلقد مرت العلاقات بعدة مراحل، مثل فترة الظلام التى سبقت حربى الستة أيام ويوم "الكيبوريم"، وفترة السلام البارد بعد إبرام اتفاقية السلام عام 1979، لكن الفترة القادمة ستكون أكثر تعقيدا، لكن المؤكد أن "إيلان جرابيل" سيعود إما لإسرائيل أو للولايات المتحدة الأمريكية.
جاسوس الموساد "إيلان جرابيل"
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد العربى
تشويه الصورة