المعارضة اليمنية تشكك فى وجود "تنظيم القاعدة" باليمن

السبت، 18 يونيو 2011 03:34 م
المعارضة اليمنية تشكك فى وجود "تنظيم القاعدة" باليمن الرئيس اليمنى على عبدالله صالح
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن بدأت الثورة اليمنية فى فبراير الماضى والرئيس على عبدالله صالح ينجح بجدارة فى جرفها نحو منحدرات عديدة اتسمت معظمها بطابع الصراع سواء السياسى أو القبلى، حتى ازدادت ضراوة الصراع مؤخرا بعد ظهور "تنظيم القاعدة" وسط الميدان ليهيئ صالح للعالم أن اليمن بدونه سيصبح ملاذا للإرهاب والحركات الجهادية.

ومنذ ظهور "القاعدة" فى المشهد الثورى اليمنى والمعلومات تتضارب حول حقيقة هل هناك كيان حقيقى لتنظيم القاعدة داخل اليمن، أم أن هؤلاء المسلحين مجرد ميليشيات قليلة أخرجها صالح من جحورها فى الجنوب وأطلق عليها "القاعدة" لاستخدامهم كورقة ضغط على العالم الخارجى؟

الحقيقة أن العديد من التقارير والكتابات الصحفية، والتصريحات لمسئولين أمنين وإستخباراتيين ومحللين سياسيين، سخرت بشدة من تصريحات قيادات فى أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) والتى نفت فيها وجود "تنظيم القاعدة" فى اليمن وذهب بعضها إلى القول إن الرئيس يستخدم وجود القاعدة كورقة ضغط على الدول الكبرى والمجتمع الدولى.

ويبدو أن تلك التصريحات نزلت كالصاعقة على هؤلاء المحللين وأصابتهم بالصدمة الشديدة، وأعلنت العديد فى دول الغرب تخوفها الكبير لمثل هذه التصريحات الخطيرة، حيث اعتبر بعضها بأنها كارثة على اعتبار أن المعارضة اليمنية إذا كانت الآن تنكر وجود القاعدة فى بلادها فماذا سيكون الحال إذا ما وصلت هذه المعارضة إلى سدة الحكم وتولت السلطة فيها.

ويقول الكاتب الصحفى اليمنى، خالد عبدالله المشوح، إن وجود القاعدة فى اليمن ليس وليد العامين الأخيرين كما يتصور البعض، وإنما منذ فترة طويلة وهناك علاقة حميمية ابتدأت منذ التسعينيات ونشطت بشكل واضح أثناء الحرب اليمنية (حرب الوحدة) وتشكلت خلاياها بعد الحرب على يد أبو طارق الفضلى وجمال النهدى، الذين انخرطوا مع أحزاب السلطة وتمت تسوية أمورهم المادية بعد ذلك، إلا أن هذا الوفاق لم ينه التنظيم فى اليمن بل كان هناك عمل دؤوب وتشكلت قيادات أخرى برزت بشكل ملحوظ بعد أن ضربت القاعدة فى تسع دقائق سفارتين للولايات المتحدة الأمريكية فى نيروبى ودار السلام فى عام 1998 كان أبو الحسن المحضار حينها يشكل خلاياه الجديدة فى محافظة أبين لضرب المصالح الغربية فى اليمن إلى أن تم اعتقاله فى العام نفسه مع مجموعة من رفاقه وأعدم بعدها.

كما أن العمليات النوعية التى قام بها تنظيم القاعدة فى اليمن تبين مدى قدرة هذا التنظيم على التخطيط والتدريب والتنفيذ على حد سواء فى القوة، حيث كانت أكبر ضربة (عسكرية) للقاعدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية هى تفجير المدمرة الأمريكية (يو أس أس كول)، فى 12 أكتوبر عام 2000 فى ميناء عدن، وهى أول عملية تفجير قام بها تنظيم القاعدة فى اليمن، وأدت إلى مقتل 17 بحاراً أمريكيا، وإصابة 28 آخرين، وتعطيل المدمرة، بالإضافة إلى محاولة تفجير السفارة الأمريكية فى صنعاء فى سبتمبر 2008، كما أن محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودى محمد بن نايف على يد عبدالله عسيرى الذى قدم من اليمن لتنفيذ هذه المهمة كانت نقلة نوعية فى وسائل التفجير المستخدمة والتى تعتمد على إخفاء المتفجرات داخل الجسم مما يصعب من كشفها عبر الأجهزة التقليدية وهى تقنية عمل التنظيم على تطويرها، حيث وصل إلى مراحل متقدمة مكنته من المغامرة فى تجربتها فى اغتيال شخصية سياسية كبيرة.

ويوضح المشوح أن الحدث الأكثر إثارة من تنظيم القاعدة فى اليمن كان عملية التفجير الفاشلة، لطائرة الركاب المدنية الأمريكية التى قام بها الشاب النيجيرى عمر الفاروق عبد المطلب فوق مدينة ديترويت والتى كان تنظيم القاعدة فى اليمن العقل المدبر لها.

واستنتاجا من كل ما سبق، فلا مجال للشك أن هناك وجودا حقيقيا لـ"تنظيم القاعدة" فى اليمن وإلا فما الذى يدفع الولايات المتحدة إلى شن هجمات بطائرات بدون طيارين لضرب معاقل التنظيم، خاصة بعد أن أعلنت واشنطن مؤخرا أنها تسعى لبناء قاعدة جوية فى الشرق الأوسط خصيصا لضرب التنظيم فى اليمن.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة