إذا كنا نعيش فى حالة من الثورة فى كل شىء، فإننا نعيش أيضا حالة يمكن أن نسميها "النفاق العظيم"، نفاق أقل ما يوصف به أنه يخالف الثابت من الحقائق، وإذا أردت أن تعرف أكثر فيمكنك رصد التصريحات التى خرجت فى ذكرى وفاة خالد سعيد، وأنه سبب رئيسى لقيام هذه الثورة، وأننا مدينون له، بل ومصر كلها بحسب الدكتور البر ادعى، وأنه فى أعلى الجنان بحسب السيد عمرو موسى.
بالتأكيد لا اعتراض على مكانة الشهيد عند الله فهو أعلى الناس مقاما بعد الأنبياء، ولكننى أتساءل هل خالد سعيد وحده الذى مات غدرا فى ظل النظام السابق؟ وهل قامت الثورة ضد تجاوزات الشرطة أم ضد نظام بأكمله اتسم بالغرور والعجرفة والتعالى على أبناء وطنه؟ وإذا كان موقع خالد سعيد من الثورة هكذا فأين موقع جميع من ناضلوا ضد النظام السابق وحاشيته؟ وهل الثورة مدينة لهم أم لا؟
أين موقع العظيم عبد الوهاب المسيرى وأين موقع فيلسوف السياسة محمد السيد سعيد، وأين موقع العظيم مجدى مهنا الذى ظل شوكة فى حلق النظام حتى وفاته؟ أين موقع الشاب الذى انتحر لرسوبه فى اختبارات وزارة الخارجية بحجة أنه غير لائق اجتماعيا، وأين موقع كل رجل قتل نفسه وأبناءه لأنه يخشى عليهم الفقر بعد أن انسد الأفق فلا حياة ولا أمل.
أين موقع ضحايا العبارة؟ بل أين موقع نجوم الكرة والسينما, لقد كانت الأموال الطائلة التى يحصلون عليها رغم جهل أغلبهم عاملاً مساعداً لقيام الثورة العظيمة،
خلاصة القول إننا منذ خمسة عشر عاما على الأقل ونحن سائرون للثورة, نعم بخطى بطيئة وخائفة ومترددة، ولكننا فى كل الأحوال مضينا وما توقفنا.
قد يكون خالد سعيد كحالة جسد الظلم فى شخص قتلوه مائة مرة مادياً ومعنوياَ وإعلامياً بأقلام قذرة، غمست بمداد نفاق السلطة والحاكم، وقد يكون أعطى الدفعة الكبرى لنا كشباب تحمس فخرج ثائراً يطلب الحرية والعدل له، والإنصاف لمن مات ظلماً وقهراً، ولكن الظلم كل الظلم والنفاق كل النفاق أن يكون وحده عريس لهذه العروس الجميلة المسماة "الثورة".
الشهيد خالد سعيد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
معجب
اللة ينور عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام ابراهيم
معك حق