لقد قامت الثورة لإرساء مبادئ حقوق الإنسان، ولتعيد للمصريين كرامتهم فى المقام الأول وترتقى بإنسانيتهم، وتقضى على الفساد والفاسدين، وتأسس لقواعد عدالة اجتماعية وإنسانية حقيقية، ورغم ما حققته الثورة من مكاسب للشعب المصرى مازالت بؤر المحليات الفاسدة تعمل بكل قوة للقضاء على هذه المكاسب، وأذكر هذا النموذج مدينة السرو هى جزء من محافظة دمياط، وهى من أكبر المدن بالمحافظة، ويتعدى عدد سكانها 40 ألف نسمة، وترتبط السرو بباقى مدن وقرى المحافظة بشبكة من الطرق وكلها تتمتع بقدر كبير من الأمان ووسائل المواصلات الجيدة، إلا وسيلة الوصول إلى محافظة الدقهلية التى يفصلها نهر النيل عن مدينة السرو، وهى مدخل المدينة من جهة الغرب تلك الوسيلة التى أودت بحياة العديد من المواطنين من الجانبين، فهى عبارة عن مركب خشبى متهالك صغير لا يوجد به أية وسيلة من وسائل الأمان أو الإنقاذ على الإطلاق، يجمع الإنسان والحيوان والبضائع فى مركب واحد فى مشهد لا يليق ببشر ولا يليق بكرامتهم وإنسانيتهم، ولا يوفر للمعاق أى نوع من الاعتبار للحفاظ على كرامته، وكأن حياة الناس ليس لها أية أهمية أو أى اعتبار من المسئولين عن المدينة بمجلسها الموقر الذى يسيطر عليه رموز الحزب الوطنى أو شرطة السواحل الذين لم يتخذوا أى إجراء تجاه مجموعة الخارجين على القانون التى تسيطر على المركب، وتخالف القانون بمد حبل بعرض نهر النيل معرضا حياة الناس للخطر، وإعاقة حركة الملاحة فى مجرى النهر، وكأن الأرواح التى زهقت بسبب هذا التسيب وفساد المحليات وغياب الأجهزة الأمنية، وتحدى الخارجين على القانون للدولة ليست كافية، وما زاد الطين بلة أنه رغم الجهود التى تقوم بها الدولة للحفاظ على مياه النيل من التلوث تحول مدخل مدينة السرو من جهة الغرب إلى مصدر للتلويث، بما يمارسه بعض الأفراد من ممارسات تمثل خطرا كبيرا على صحة المواطنين بنزول حيواناتهم للنهر، وإلقاء المخلفات البشرية والحيوانية على مسافة لا تزيد عن مائة متر من محطة الشرب دون أى تحرك من الأجهزة المحلية، وكأننا نرتد للخلف، فما زالت المجالس المحلية تمثل بؤراً للفساد ينخر فى جسد مصر، ويقتل روح الثورة فى المواطنين بما يشاهدونه من هذه المظاهر أمام الجميع دون الإحساس بالمسئولية تجاه الناس والوطن، وتجهض بداخلهم الأمل فى مستقبل أفضل تحافظ فيه الدولة على كرامة المواطن وإنسانيته، وتستجيب لاحتياجاته وتقدر مطالبه المشروعة، وتضرب على يد الفاسدين الجميع توسم الأمل فى الثورة، وبات يحلم بغد مشرق وأفضل نتخلص فيه من الفساد والمنتفعين، ونقضى فيه على المحسوبية والرشوة، نحافظ على كرامتنا وإنسانيتنا وأرواحنا من العابثين بمقدراتنا، وهذا ما نرجوه من المسئولين الشرفاء فى المحافظة المؤمنين بمبادئ الثورة والغيورين على وطنهم وحقوق مواطنيهم، وهذا واجبهم أمام الله، وما زال لدينا الأمل طالما النيل يجرى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين عباس
لك الله ياسرو (لك الله يا مصر )
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
كلام رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد السروي
المحافظ كان موجود ولا حياة لمن تنادي
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد عيد
خط البشر وخط الفقر
عدد الردود 0
بواسطة:
اميرة
لو نبقى ايد واحدة
عدد الردود 0
بواسطة:
هيام
تسلم ايدك
تسلم ايدك جبت المفيد
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرحمن صحصاح
من يحمل همنا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمد الشرباصى واسعد فؤاد الجيوشى
الشهاب الحارق فى ارد على محمود جودة المارق
عدد الردود 0
بواسطة:
رباب
بجد بجد سلمت يمناك
عدد الردود 0
بواسطة:
amr
كلام فى غاية الروعة