محمد رفعت

عودة كتائب الإحباط!

الجمعة، 17 يونيو 2011 10:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتائب الإحباط، هى تشكيلات من الجنود المرتزقة الذين يسرقون روحك وينغصون عليك عيشتك ويثبطون من عزيمتك ويخفضون معنوياتك كلما التقيت بواحد منهم.. وهم أشخاص مدمنون للشكوى، لا يعرفون كلمة الحمد لله، ولا يتحدثون إلا عن كل ما هو سىء فى حياتنا وفى حياتهم، رغبة فى استدرار العطف أو دفع الحسد، أو بدافع سلوك إنسانى فطرى مجبول على التمرد ومتعود على الشكوى وعدم القناعة.

وقد كنا نتصور بعد نجاح الثورة وسقوط النظام الذى أفقد الناس الأمل والرغبة فى الحياة أن نظرتنا للأمور سوف تتغير والشعب سيذوق طعم التفاؤل ويتخلى عن روح الانكسار والانهزامية وانعدام الثقة فى المستقبل، لكن سرعان ما عادت ريما إلى عادتها القديمة وعدنا إلى الشكوى والتذمر والتشكيك فى كل شىء، وسعينا كما هى عادتنا إلى تحطيم أى قيمة إيجابية نبيلة والتشكيك فى كل من يمد يده إلينا بفكرة أو رأى أو معلومة، وانتقلنا من الهجوم على النظام السابق والحكومة الحالية إلى الهجوم على المجلس العسكرى، وعاد غربان الفضائيات للنعيق وبث السموم.

وأصبح الإعلان عن النية فى الترشح للرئاسة أو تكوين حزب جديد أو إصدار جريدة بمثابة إعلان حرب على الذات تستفز أنصار مدرسة "كل واشتم"، وتجلب على صاحبها عداوات غير مبررة وحملات مسعورة للنبش فى ماضيه والنهش فيه وفى سمعته والتفتيش فى نواياه واتهامه بعشرات التهم الجاهزة بداية من العمالة لجهة أجنبية وحتى الرغبة فى الشهرة وشهوة السلطة.

وإذا نجوت من تأثير هؤلاء وجلست مع أصدقاء لك فى العمل أو على المقهى أو فى النادى أو أى مكان آخر فى مصر المحروسة، وتابعت حديثهم ستجد الجميع يشكون ضيق ذات اليد أو اعتلال الصحة أو عقوق الأبناء، أو يتبارون فى الكلام عن أوجه الفساد الذى عم البر والبحر والأموال المنهوبة التى لن نستطيع أن نستردها ولو بعد 100 سنة، وعن الاقتصاد الذى وصل إلى الحضيض والسياحة التى لم يعد لها وجود والمؤامرات التى تحاك ضدنا فى الداخل والخارج وعن البلطجية وفلول النظام والفتنة الطائفية والأوضاع التى لم تتغير بعد الثورة.

ونادرا ما ستجد أحدا يتحدث عن خير حدث له أو شىء مفيد ينفعك به، أو معلومة جديدة تضيفها إلى رصيد ثقافتك.. ولن تجد سوى الشكوى والقنوط واليأس والإحباط.. وإذا هربت من ذلك كله إلى مشاهدة برنامج تليفزيونى، فلن تجد أمامك سوى المشاكل من كل نوع.. لا أحد يبشر بأمل فى شىء.. الكل يشكو.. والكل يتبارى فى ذكر العيوب والمساوئ والأخبار التعيسة.. وإذا طاوعت نفسك وقرأت الجرائد فسترفع ضغط دمك بدون فائدة أو مبرر.. لا كلام سوى عن الأراضى التى سرقوها والمليارات التى خرجت ولن تعد والأداء الحكومى الباهت والانفلات الأمنى ومكان محاكمة الرئيس وهل سينتقل إلى مستشفى السجن أم يبقى فى شرم الشيخ.. وعن ضغوط الخارج والداخل للعفو عنه وعن زوجته.. وعن الائتلافات والتحالفات والحوار القومى والحوار الوطنى والحوار المجتمعى، وعن المليونيات التى يمكن أن تفقد معناها إذا تحولت إلى موضة.

ومن النادر أن تقرأ موضوعا متفائلا أو مقالا يجد من خلاله كاتبه أى بقعة ضوء ليتحدث عنها.. فالكل يشكو والغالبية ينعون الثورة وكأننا دفناها ونمشى الآن فى جنازتها.. والأخطر من ذلك هو جلد الذات المستمر والمبالغة الشديدة فى نواحى القصور لدينا ونواحى التفوق لدى الآخرين.. وهى حرب نفسية نمارسها ضد أنفسنا.. ولا يحلم أى عدو مهما أنفق من أموال بأن يصل إلى نتيجتها الحتمية وهى قتل الأمل فى نفوس الناس، وإحباط أجمل ثورة فى تاريخنا وإهالة التراب على أيام جميلة ولحظات تاريخية فارقة لم نحسن استقبالها، فالقابض الآن على التفاؤل بما حدث فى 25 يناير كالقابض على جمرة من النار!






مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

بيبرس

طيب ماتقولنا

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي المنسي

أشتكي زي الكل ما بيشتكي

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو مصطفى

أنا متفائل

عدد الردود 0

بواسطة:

د. مجــدى

وصف دقيق للواقع

عدد الردود 0

بواسطة:

مودى

عايز حاجة واحدة بس تخلينى متفائل

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

لا شيء يدعو للتفاؤل

عدد الردود 0

بواسطة:

متفائلة

الصبر

عدد الردود 0

بواسطة:

jouse

اصبت كبد الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد عطوه

كلامك حلو

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة