فى تاريخ الأندلس فى عهد الدولة العامرية قام المنصور ابن أبى عامر بمجموعة من الإصلاحات التى حولت ولاء الجند له وأصبحوا خاضعين لسلطته ولم يعد ولاؤهم للدولة فهو الذى يدفع لهم رواتبهم الشهرية، فقاموا بالعديد من عمليات السلب والنهب لأموال المواطنين وأصبحوا يعملون من أجل ما يخدم مصالحهم.
وفى تاريخ الدولة الرومانية قام ماريوس بمجموعة من الإصلاحات العسكرية التى كانت تحمل بعض الجوانب السلبية، فقد كرثت هذه الإصلاحات ولاء الجند للقائد وارتبط وجودهم بوجوده ومصالحهم بمصالحه، مما أضر كثيرا بمصالح الدولة وأدخلها فى دوامة من الصراعات.
وفى عهد الرئيس االسابق كان جهاز الشرطة المصرية خاضعا لسيطرته يأتمر بأوامره واستطاع بحيلة أو بأخرى أن يحول ولاءه من ولاء لوطن لولاء لحاكم، وربط مصالحه بمصالح ذلك النظام وأغدق عليه بالكثير من أموال وميزانية الدولة، فضلا عن التوسع فى الصلاحيات التى كان أبرزها على الإطلاق قانون الطوارئ فتحول ذلك الجهاز عن الهدف الأساسى الذى وجد من أجله ألا وهو خدمة الوطن إلى هدف آخر وهو تسخير ذلك الوطن لخدمة مصالحه.
ونتيجة لهذه الصلاحيات وهذا التحول الواضح فى الهدف استفحل أمر رجال الشرطة المصرية وأخذوا يستغلون سلطاتهم وصلاحياتهم من أجل تحقيق مصالحهم الشحصية، ولكن كل على حسب موقعه ومركزه وأخذوا ينكلون بكل من يعارضهم ويعاملون المواطنين أسوأ معاملة وكأنهم أصحاب البلاد والشعب ما هو إلا عبد أجير خلق ليهان وتداس على كرامته دون أى مراعاة لحقوقه وآدميته. وأصبح ذلك الجهاز بمقتضى صلاحياته ونفوذه بعيدا عن المسألة ومنزها من أى اتهام!!!
وفى مقابل هذه الصلاحيات التى حصل عليها ذلك الجهاز من النظام السابق كان لابد عليه أن يدفع الثمن ويا ليت الثمن بأحسن حالا من الصلاحيات، فقد كان ذلك الثمن هو تزوير الانتخابات والتنكيل بالمعارضة والقضاء على المظاهرات والاحتجاجات وقمع كل من تعالت أصواتهم بالإصلاح وضمان تهميش الأحزاب السياسية وإبقاء الشعب المصرى فى حالة من اللاوعى السياسى حتى أصبح الجنيه ممثلا للرمز الذى سيصوتون له فى الانتخابات دون أن يدروا أن ذلك الجنيه سرق من أقواتهم ومستقبل أبنائهم.
وهكذا طبق نظام تبادل المنفعة بين النظام السابق وجهاز الشرطة ذلك الجهاز الذى كان يحتفل يوم 25 من يناير بعيده دون أن يدرى أن ذلك اليوم من عام 1952 قامت فيه القوات البريطانية بمحاصرة قوات الأمن والبوليس المصرى بمحافظة الإسماعيلية الذين رفضوا الاستسلام لها، ودارت ملحمة عسكرية بين الطرفين راح ضحيتها العديد من رجال البوليس والأمن البواسل الذين رفعوا مصلحة الوطن فوق رؤسهم وأقسموا على الدفاع عنه مهما كلفهم الأمر.
فشتان بين هؤلاء الرجال الذين عملوا من أجل الوطن وبين رجال شرطة النظام السابق الذين عملوا من أجل مصلحتهم ومصلحة الحاكم.
ونحن الآن لا نريد شرطة فى خدمة الشعب أو شرطة فى خدمة الحاكم بل نريد شرطة تعمل من أجل خدمة الوطن، فإن بغى الشعب على الوطن يحاكم وإن بغت السلطة على الوطن تحاكم نريد شرطة لمصلحة الوطن لا وطن مسخرا لخدمة مصالح الشرطة.
وزير الداخلية منصور العسوى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدسليمان الاسكندرانى
تمام يا فندم
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر أبو الخير
مين أحمد الجعفري
اوعى تكون السكرتير اللي كان في مكتب فاروق حسني
عدد الردود 0
بواسطة:
حمادة المصرى
أنت مين ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الجعفرى
ردا عن تعليق 2 و 3
عدد الردود 0
بواسطة:
doaa
كلام صح 100%
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد احمد
مع احترامي للاقليه للشرفاء من الشرطة(جهاز الشرطة عايز الحرق)
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم الجعفرى
الاستاذ احمد