قال السيد السيد سعيد، شقيق الدكتور محمد السيد سعيد، إن أخاه عندما التقى بالرئيس السابق الذى وصفه "بالطاغوت"، فى أحد معارض الكتاب السنوية قدم له مشروعًا كان أعده لدولة برلمانية، فكان رد الرئيس عليه بلفظ وصفه بـ"البذىء" رفض أن يقوله، حيث قال له بالحرف "خذ ورقك وضعه فى جيبك وذكر لفظه البذىء".
وأضاف شقيقه، خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بدار الكتب والوثائق القومية، تحت عنوان "محمد السيد سعيد أحد مفجرى ثورة 25 يناير" أنه قال له فى لقائه معه أنت تحكم شعب من اللآلئ، مطالبه بكل أدب واحترام أن يرحل.
وأكد شقيقه أن سعيد رفض أن يحصل على غابة ومنزل كبير بأمريكا، مشيرا إلى أن أحد أساتذته فى الجامعة كان متبنيه ويحبه وكان فلسطينى الجنسية وعرض عليه أن يكتب ثروته كلها باسمه، لكنه رفض، موضحًا أنه كان لديه قدر عال من تفضيل الغير على نفسه، حيث كان يتقاسم ما يمتلك مع أشقائه.
وأشار أيضا إلى أنه عندما حصل على جائزة التفوق تبرع بها بالكامل لصالح أحد دور الأيتام بإمبابة، مشيرا إلى أن ذلك كان سبب خلافه الرئيسى مع شركائه فى جريدة البديل، مؤكدا أنه كان رافضًا أن يتقاضى أجرًا وبعد 5 شهور ضغطوا عليه ليحصل على أجر شهرى 5 آلاف جنيه فقط.
وعلى الجانب الشخصى فقال شقيقه إنه كان سيئ الحظ مع السيدات، مشيرا إلى أنه لم يوفق فى زواجه الأول ولا الثانى.
بينما أكد الدكتور نبيل عبد الفتاح أن محمد السيد سعيد عزز ما نطالب به الآن أن يكون الدستور أولا، وذلك عندما قدم للرئيس السابق "مبارك" مشروعًا لدولة برلمانية، وطالبه بإعداد دستور جديد لمصر.
وأشار عبد الفتاح إلى أن سعيد كان يمتلك من الجرأة والجسارة أن يطلب مثل هذا الطلب فى عز سطوة الرئيس السابق، قائلا فهو كان لايهاب الطقوس العثمانية التى كان يصنعها هو وحكومته، مضيفًا أنه كان يخشى عليه أن يسجن أو يتعرض للتعذيب بعد هذا اللقاء.
واستكمل عبد الفتاح حديثه عنه سعيد، حيث قال إنه كان يمتلك مشروعًا فكريًا ذات أهمية كبرى ليس فقط على مستوى القراءة، ولكن على المستوى المشاركة فى المؤتمرات الفكرية والعلمية والسياسية الكبرى.
وأضاف عبد الفتاح أنه كان فنانًا وشاعراً ويحب السينما والمسرح، حيث إنه تأثر بلغة السينما فكان يظهر ذلك فى تحليلاته للمواقف.
وأثنى عبد الفتاح على ما قام به سعيد فى تأصيل حقوق الإنسان ومطالبته الدائمة بالعدالة الاجتماعية، مؤكدا أنه دفع ثمن ذلك باهظاً حيث ألقى به فى السجن ولقى أقصى درجات التعذيب.
فيما قال الكاتب الصحفى، خالد البلشى، إن سعيد لو كان حيا بيننا الآن لكانت معركته ستكون عن وثيقة التعليم التى أصدرها الدكتور محمد البرادعى، المرشح المحتمل للرئاسة، معتبرا أن هذه الوثيقة مد خيط مستقيم لفساد التعليم.
وأوضح البلشى أنه كان دائمًا ما ينادى بالحرية والعدالة، مشيرا إلى أنه كان يتقبل النقد والهجوم بصدر رحب، متذكرا أحد مواقفه معه عندما كانوا يجتمعون لبحث فكرة إدخال شركاء فى جريدة البديل وقتها تحدثت معه بعنف شديد وقلت له أنت سوف تخرب الجريدة، ولم يبد وقتها أدنى أو أعلى درجات الغضب، مشيرا إلى أنه تقبل عنفه فى الهجوم بمناقشة عقلانية.
وأكد البلشى أن البديل لو عادت ستعود بنفس المنطق التى كانت عليه، قائلا إن الجريدة خاضت معارك ضد الأجهزة الأمنية وغيرها من التابوهات الصحفية دون أن تخشى لومة لائم.
واقترح الدكتور محمد صابر عرب، على شقيق سعيد، أن يعطى المشروع الفكرى المخطوط لسعيد لدار الكتب والوثائق لفهرسته والحفاظ عليه وتقديمه كمادة علمية للأجيال القادمة، التى ترغب فى البحث عن عالمه، مضيفًا أن الدار على استعداد نشر الأعمال التى كتبها ولم يطبعها وينشرها سواء كانت سياسية أو أدبية.
وأبدى شقيقه موافقته على هذا العرض، مشيرا إلى أنه كتب كثيراً من الأعمال ولم ينشرها، وذكر منها كتاب "المسكوت عنه فى الإسلام" وروايتين، وبعض الأشعار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة