طوينا الطريق سريعًا فى اتجاه اللاشىء حتى نتغلب على ملل الوقت الذى يكاد ألا ينتهى.. اقترحتُ عليهما ألا نمر من أمام بيت صديقنا المتوفى حتى لا نجرح ذكرياتنا مع البيت..
كنت أريد أن نمر بسلام يضمن لنا ألا نواجه لحظات أحسبها ثقيلة ليس على نفوسنا، ولكن بما يتخللها من نظرات تائهة وعيون تهرب من مواجهة الحقيقة وتتناسى أنَّ صديقنا المتوفَّى قد رحل!! وهذا كلُّ ما فى الأمر!عاندنى الصديقان وصمما على أنْ نمر من أمام البيت واتهمانى بأنى أحملُّ نفسى ما لا تطاق وأتهمها بما لم تفعل وألبسها رداء الحزن بلا داع.. وبدأت مناوشات " خُد وهات" اليومية التى تحدث بين الأصدقاء حيث يتهمانى الصديقان بأننى أضخم القصة وأننا لم نقصر فى حق والده بحجة "المشاغل اليومية" فأقابلهم بقناعتى أننا جميعا مقصرون فى حق هذا الرجل.. المهم أننا قررنا ـ دون اتفاق ـ أن نمر من أمام البيت دون أن نعرج على والد الصديق.. ولأننا بشريون، ولأننى مودىُّ الطباع حيث لا يُتوقع أبدًا ما أفعل.. وحين كنا نمر من أمام البيت وجدتنى أذهب وأطرق الباب بلا تفكير أو إعداد مسبق!. دُهشنا جميعا من تصرفى الأحمق الذى ورطنا جميعا دون سابق إنذار.. فُتح الباب وخرج لنا والد صديقنا وقبلنا جميعا وعاتبنا على تقصيرنا فى حقه، فالتفتُّ إليهما مسرعاً ثم وضعتُ رأسى فى الأرض خجلا وتحايلت على بطء الدقائق بمزاحٍ خفيف مع الوالد.. انصرفنا سريعا ثم ما كدتُ أتحركُ حتى داهمتنى هواجسٌ غريبة.. شعرتُ برغبة عارمة فى أنْ أمسك هاتفى النقال ثم أجرى اتصالا سريعا بصديقى المتوفَّى!!. لم تمنعنى وفاةُ صديقى ولا رقمُ هاتفه ـ الذى حذفته ـ يوم وفاته من أنْ أمسك بهاتفى النقال وأحاول ـ بلا اتزانٍ ـ أن أتصل بصديقى المتوفى!!
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جنات منصور
ولا اروع
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد شاهين
تمس القلب
عدد الردود 0
بواسطة:
د.كريم
أستاااااااااااااذ
ربنا يوفقك يا احمد ودايما مبدع ومتألق
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالعزيز حمدى
ليست كالكلمات
من تقدم لتقدم دايما