"مدينة لا تضحك" رواية عن صفقات اللحظة الأخيرة بالأقصر

الأربعاء، 15 يونيو 2011 11:06 ص
"مدينة لا تضحك" رواية عن صفقات اللحظة الأخيرة بالأقصر غلاف الرواية
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى روايته الصادرة حديثًا عن دار المصرى للنشر، يعالج الروائى الشاب أحمد الصغير، الفساد الذى استشرى فى الأقصر، وضرب بجذوره فيها، خلال عمليات الشييد والتعمير، وتحويلها لمتحف مفتوح، وهى العمليات التى بدأت خلال السنوات الخمس الأخيرة، مع تولى سمير فرج، رئاسة مجلس المدينة، قبل أن تتحول لمحافظة.

"ماذا يدور فى الأقصر الآن يا همام؟ ما هى مجالات الرزق؟" سؤال يطرحه "حسان"، العائد حديثًا من الخارج، لبلده الأقصر، بصحبة "ألين" التى يراها أفراد عائلته عجوز شمطاء، تسيطر التجاعيد على ملامحها، لكنهم لا يعرفون أنها فى الحقيقة "دردوم" وهى أحد مصطلحات سوق النخاسة الكبير، الذى امتد إلى كل ركن فى الأقصر، الذى يحكى عنه الصغير فى الرواية، فالدردوم هو الرجل، الذى يعشقه "حسان" وباعه نفسه، من أجل أن يثرى، والبسه باروكة وفستان، بعد أن اضطر للعودة للأقصر، ليحقق حلمه فى شراء أراض وعدة محلات سوبر ماركت، وشركة "ليموزين" وغيرها من المشروعات، وعندما يسأله صديقه الوحيد "طايع" الذى يأتمنه على سره، ويقول له: لماذا يا حسان؟ هل فقدت عقلك؟ الأقصر تعج بالحريم من كل الأعمار، وبعضهن يمتن ليستنشقن رائحة شاب صغير مثلك؟ يجيبه حسان: كان أول صيدلى ويمتلك مالا لو أشعلت فيه النار لما فرغت منه فى ليلة كاملة.

يروى الصغير مؤلف الرواية، كيف تحولت الأقصر خلال السنوات الأخيرة، التى شهدت أعمال الهدم والبناء من أجل تطويرها، إلى سوق كبير للمساومات والاتفاقات، انتفخت خلالها خزائن الأباطرة بالمزيد، وارتفع حظ المحظوظين بعد أن باعوا قطعًا من الأراضى الزراعية لحيتان، حولوها لمنتجعات، ويروى الصغير عن هذا الحوت الذى حول جزيرة فى نيل الأقصر لمنتجع كبير، ووّسط فى عملية البيع شخصية من شخصيات الرواية هى الحاجة "قطر الندى"، لكن لأن الرواية صدرت قبل الثورة، فلم يذكر المؤلف اسم الحوت، رغم أن الكثيرين يعرفونه، ورغم أن الثورة كانت سببًا لفتح ملف ثروته، وملف منتجعه.

وتزخر الرواية بالشخصيات التى تبحث كلها عن الثراء، بأى شكل، فى وسط المد، الذى يرغبون جميعًا أن يعتلوه، ويلحقوا به، قبل أن ينتهى، ولا يصلون ليابسة النعيم، فشخصية "محسوب" نموذج للموظف الحكومى الفاسد، الذى لا يرتوى من الرشاوى، ولا يكتفى جيبه من رزم الأموال، وهو الذراع الحكومية للحاجة قطر الندى التى يصورها مؤلف الرواية على أنها "غولة" بيع أراض، حتى أنها تستخدم جمالها، فى التأثير على رجال عائلات الأقصر، حتى يرضخوا، ويبيعوا أراضيهم، أما "همام" الذى يتخذه "حسان" مساعدًا له، فيرد على سؤاله عن مجالات الرزق فى المدينة بقوله "فى ضجيج الهدم والبناء وإعادة تسكين الأهالى لن يلتفت أحد إلى ما يحدث فى الآثار، إنها فرصة لعمل صفقات كبرى يمكن أن نسميها صفقات اللحظة الأخيرة".

هكذا هى المدينة عند همام الشاب الصغير، الذى يحلم بأن يتزوج من إنجليزية شمطاء، تنقله لخانة الأثرياء، ويقنع أمه "يمنة" على بيع الأرض، حيث يقول لأمه: لماذا نزرع ونقلع ونعيش فى الطين طوال عمرنا؟ أريد لك الراحة فى منظف نظيف، وجاءتنا الفرصة فهناك خواجة رأى الأرض، ويريد شراءها، ليبنى فوقها قصرًا كبيرًا، وسوف يدفع لنا الملايين لنشترى منزلا فى الأقصر، ولن تحملى الفأس وتحرثى الأرض فى الشمس بعد اليوم.
ولد أحمد الصغير، مؤلف الرواية فى مدينة أسوان، وعاش بها، حيث يعمل مرشدًا سياحيًا، و"مدينة لا تضحك" كتابه الخامس، بعد ديوان شعر بعنوان "مرثية خائنة" وكتابين عن النوبة وتاريخها، ورواية بعنوان "أى بنوجرى" عن دار أجيال.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة