قال المترجم طلعت الشايب رئيس تحرير سلسلة آفاق الترجمة التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة ورئيس المكتب الفنى السابق بالمركز القومى للترجمة، إن الترجمة لكى تكون مشروعا حقيقيا، لابد أن تكون مشروعا مؤسسيا، ولا ينبغى أن تترك للقطاع الخاص من دور النشر التى تبحث عن الربح، وهذا حقها، وهو ما سيجعلها لا تخلق ترجمة حقيقية.
وأكد الشايب على دور الدولة فى دعم الترجمة الحقيقية، خلال الندوة التى أقامتها لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، أمس الثلاثاء، عن واقع الترجمة عن الثقافات الأفريقية، قائلا: يجب أن تدعم الدولة الترجمة كما تدعم الخبز، لافتا إلى أن مؤسسات الدولة المعنية بالترجمة، هى وحدها القادرة على ترجمة الموسوعات، والقواميس، وإلى آخرها من الأعمال الكبرى، وهو ما لن تقبل على ترجمته، دور النشر الصغيرة.
شارك فى الندوة الأستاذ حلمى شعراوى رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية، والدكاترة السيد فليفل وصلاح عبد الجابر وفرج عبد الفتاح فرج ومصطفى الجمال.
وانتقد الدكتور السيد فليفل عدم دقة الترجمات عن الثقافات الأفريقية، مشيرا إلى تشويه بعض هذه الترجمات للتاريخ الأفريقى، لافتا إلى أن مصلحة مصر فى الالتقاء مع الأفارقة ضد الهيمنة الأوروبية، مشيرا إلى أن هناك أسسا قديمة للوجود العربى فى أفريقيا.
وقال فليفل: هناك مؤرخون قاموا بدراسات مدققة على الرسوم الصخرية فى الجزيرة العربية والصحراء الكبرى، وأثبتوا أن الوجود الأمازيعى له أصول يمنية، وأن الحضارة المصرية القديمة لها وجود فى الجزيرة العربية، مؤكدا على ضرورة إعادة الاعتبار للترجمة.
فيما لفت الدكتور صلاح عبد الجابر النظر إلى أن معرفة ثقافات سكان مجرى النيل من المنبع حتى المصب، من الضروريات التى يجب أن نحرص عليها، قائلا: لسنا وحدناعلى النهر، لذلك فنحن بحاجة لمعرفة ثقافات الأشقاء، حتى لا نتصادم معهم.
وتحدث الدكتور فرج عبد الفتاح فرج عن الترجمات الاقتصادية الأفريقية، مشيرا إلى أن الترجمة فى المجال الاقتصادى له طابع خاص، لأن الاقتصاد علم له قواعده وقوانينه، والكتابة عن الاقتصاد الأفريقى تكون باللغة الإنجليزية، ومن يستخدمها هم المتخصصون، لافتا إلى ضرورة الترجمة لما يصدر باللعة الإنجليزية عن الاقتصاد الأفريقى.
وأكد الدكتور مصطفى الجمال على عدم وجود سياسة للترجمة فى مصر، لعدم وجود سياسة واضحة للترجمة تجاه أفريقيا، مشيرا إلى أن الحماسة اشتدت بعد ثورة 25 يناير لكنها معرضة لأن تفتر مرة أخرى، وقال الجمال: مصر بحاجة لنبذ ترجمة سد الخانة، لأننا بحاجة لمعرفة أفريقيا كجزء أساسى من عملية المعرفة ككل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة