محمود حامد الديب يكتب: عفواً زوجتى

الإثنين، 13 يونيو 2011 12:14 ص
محمود حامد الديب يكتب: عفواً زوجتى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الساعة تعلن دقاتها مشيرة إلى الثالثة فجراً...
يا للوعة الانتظار...
أربع ساعات كاملة أتظاهر بدور النائم جوارها...
ولكن الآن كل شىء على ما يرام...
لقد نامت حقاً بل وانغمست فى سكرات النوم، الآن حان وقت التحرك، رفعت الغطاء عنى بكل هدوء وتحركت على أطراف أقدامى حتى وصلت إلى غرفة مكتبى، والتى تتصل بغرفة نومنا عبر صالة فسيحة فى منتصف المنزل... ياااااااااه ملعونة تلك الأبواب التى تصدر أصواتاً كريهة تفضح فاتحها.

على أية حال دخلت مكتبى وأغلقت الباب بالمفتاح من خلفى، فتحت أحد أدراج مكتبى الداخلية وأخرجت منه مفتاحاً سحرياً، وبعد أن فتحت خزينتى استخدمت ذلك المفتاح لأفتح به خزينة سرية داخل خزينتى وأخرجت منها علبة فاخرة.
كل ما حدث يتم فى منتهى الهدوء وبين كل خطوة وأخرى أرقب الباب وأنظر إلى شراعته الزجاجية شبه الشفافة، جلست على مقعدى وعندما تأكدت أن الأمور تسير بشكل مستقر بدأت أرى ما فى علبتى.

الصورة الأولى صورتها هى.. فبعد أن اشتريت الكاميرا الجديدة أحببت أن تكون أول من أراها من خلال عدستى النقية - والتى لم يطغى على نقائها سوى شفافية مشاعرها - ولكن ملامحها فى تلك الصورة تجمع بين الخجل والحياء ونظرات بريئة تعبر عن الحب وأشواق ساخنة تغوص بك فى بحور الرومانسية.

الصورة الثانية.. أنا وهى حيث أجلس جوارها وأضع يدى على كتفها وكل منا ينظر للآخر بطرف عينه لا أستطيع أن أنسى إلحاح المصور المتجول فى الحديقة علينا لالتقاط صورة ولو بدون مقابل، ولكن كل ما أعرفه أن تلك كانت المرة الأولى التى تصارحنا فيه بما فى قلبينا.

الصورة الثالثة.. أنا وهى واقفان أمام سور الجامعة فى وقت غابت عنه الشمس، على ما يبدو أنه كان يوماً طويلاً وشاقاً لأن هندامى يبدو غير متناسق، ولكنها كما هى ببراءتها ورشاقتها وخفة ظلها، فى كل الصور استوقفنى هاجس غريب أثناء بحثى وسؤال قرع عقلى بقوة.. لماذا أفعل كل هذا بصور، أحفظ كل ما فيها وأراها وكأنى أحضرتها لتوى؟ لا أعتقد أن أمرى مجرد عودة للذكريات وفجأة خرجت من حيرتى وأغلقت ما أغلقت وتركت ما تركت وأعدت كل شىء كما كان فى مكانه وتوجهت إلى سريرى لأعود كما كنت مستلقياً إلى جوارها.

نظرت إليها بل تأملتها كثيراً جداً كم تبدو بريئة وهى نائمة بل شديدة البراءة لدرجة أننى عندما رأيتها لم أعرفها. هل هذه من تلاحقنى فى كل يوم بالمتطلبات والحسابات والمنزل والمسئوليات ؟! وهل تقوم تلك البريئة بإثقالى بالمتاعب والمشاكل مع غروب كل شمس؟! أسئلة بلا إجابات.

عدت إلى الماضى وتذكرتها هى وكيف حالها وأين هى فبعد زواجها تغير فيها شىء يؤلمنى!! أعتقد أنها قد نسيت كل شىء، تحركت على جنبها فاقترب وجهها من مرمى بصرى أكثر فأكثر وملامح البراءة تسيطر على كل ما فيها وأنفاسها الخارجة تهب على كنسيم الربيع، وانتابتنى حالة من الدهشة عندما وجدت شبهاً غير معقول يجمع زوجتى النائمة بها والتى لم تمر دقائق على روئيتى إياها فى الصور.

آلاف الأسئلة أمامها أمثالها من علامات الاستفهام تعقبها علامات تعجب وآبار دفينة من الدهشة والإستغراب، تنهدت طويلاً مهيئاً نفسى للنوم وسحبت الغطاء من فوقى وهمست قائلاً عفواً زوجتى.






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

دينا طه

شكرا لك

سلمت أناملك ... ولكن هذه هى الحياة .

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سالم

أستبيان ..أوافق ..لا أوافق ..لا أدرى

عدد الردود 0

بواسطة:

رجل اعمال مصرى بدبى

كلنا هذا الرحل

عدد الردود 0

بواسطة:

بن هشام

كم انت رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

سنة الحياة

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed Gado

الى زوجتى

عدد الردود 0

بواسطة:

مجروحه

برئيه

عدد الردود 0

بواسطة:

جناح النسر

عيش مراحل حياتك كما هى

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

دي أمتع حاجة في الحياة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد فضل الحبشى

كم هى رائعة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة