لاشك أن الوطن يواجه تحديات كبيرة تحتاج إلى أن نتكاتف جميعا لنحقق أهداف ثورتنا العظيمة فى مرحلة البناء، وذلك من خلال المشاركة فى تقديم رؤيتنا لإصلاح أحوال الوطن وفى هذا الإطار نقدم رؤيتنا لإصلاح أحوال العملية التعليمية، ولكى نتمكن من إصلاح العملية التعليمة لابد أن نضع يدنا على مواطن الخلل التى أدت إلى تدهورها والفشل فى تقديم خدمة تعليمية جيدة هذا الخلل الذى يشمل كل عناصر العملية التعليمية من مدرسة ومدرس وطالب ومناهج دراسية وعدم وجود ترابط بينهم. وبعد أن نتعرف على مواطن الخلل نبدأ بالقيام بعملية التطوير والتحديث التى تصل بنا إلى تعليم جيد ويجب أن نحدد أهداف هذا التطوير وآلية تحقيقه وأن نحدد البرامج والسياسات والمراحل الزمنية لتطبيقه ويتمثل هذا التطوير فى أن تستعيد المدرسة دورها التربوى والتعليمى من خلال مدرسة نظيفة وكثافة طلابية معقولة بالفصول تمكن المدرس من السيطرة على الفصل، ووسائل تعليمية حديثة وإيمان الطالب بأن المدرسة هى أساس العملية التعليمية وليست الدروس الخصوصية، وبالنسبة للمدرس يجب أن يحصل على مرتب يوفر له حياة كريمة تجعله مؤهل نفسيا ليؤدى عملة بإتقان دون الحاجة للجوء للدروس الخصوصية التى تسبب للبعض الإهانة وتسببت فى إفساد علاقة الاحترام بين المدرس والطالب، كما يجب تأهيل المدرس وتدريبه وتنمية مهاراته باستمرار، ويجب أن يعود أمر التكليف لخريجى كليات التربية، فهم أفضل المؤهلين تربوياً للقيام بالعملية التعليمية بدلا من التعيينات العشوائية لمدرسين قد يملكون المادة العلمية ولكنهم يفتقدون الطرق العلمية للتدريس، أما بالنسبة للمناهج الدراسية فلا شك أن تغير وتطوير المناهج الدراسية قضية ملحة وضرورية ولابد من تشكيل لجنة من المتخصصين لتطوير المناهج تكون مهمتها إعادة تطوير المناهج كل ثلاث أو أربع سنوات لتتواكب مع أحدث طرق وأساليب التعليم الحديث، لابد من إعادة هيكلة نظام الثانوية العامة من حيث المناهج وأساليب التدريس وسياسات التقييم والامتحانات والقبول بالجامعات مع رسم خريطة التعليم الجامعى وفقا لاحتياجات سوق العمالة للقضاء على الخلل الموجود حاليا بين نوعية الخريجين ومتطلبات واحتياجات سوق العمل، وتخليصها مما يرتبط بها من أعباء نفسية ومادية على الأسرة المصرية، وضرورة الارتقاء بجودة التعليم الفنى وتغيير ثقافة ونظرة المجتمع لهذا التعليم وخريجيه وربطه بقطاعات الإنتاج والخدمات وتحسين الإطار الوظيفى والمعاملة المالية لخريجيه وإنشاء المشروعات التى تستوعب خريجى هذا النوع من التعليم بما يجعله تعليماً ُجاذباً للطلاب والطالبات. وفى سبيل تحقيق كل ماسبق لابد من زيادة ميزانية التعليم بالقدر الذى يسمح بتطوير كل عناصر العملية التعليمية، وكذلك البحث عن أفضل النظم التعليمية فى العالم والتعرف على إمكانية تطبيقها فى مصر.
