انتقدت الفنانة فردوس عبد الحميد، التلفزيون المصرى لتجاهله الاحتفاء بالذكرى الأولى لرحيل الكاتب الكبير، أسامة أنور عكاشة خلال الاحتفالية التى أعدتها له هيئة الكتاب مساء أمس، للاحتفاء بالراحل، قائلة وعيناها تزرف بالدموع كنت أظن أن يعرض التلفزيون المصرى بعضا من أعماله.
وتساءلت فى دهشة، كيف لهذا الجهاز وهو البيت الأول لعكاشة والذى أفنى عمره كله فيه أن يتجاهل ذكراه؟، مؤكدة على أن عكاشة سيظل موجود فى قلب وعقل كل مصرى رغم أنف أى قوى مضادة تحاول تهميشه وأعماله عن الساحة الدرامية.
وأكدت عبد الحميد على أن عكاشة كانت لديه بصيرة عالية بما سيحدث فى المستقبل، مشيرة مسلسل "أنا وأنت وبابا فى المشمش" الذى اعتبرته كشف بشكل كبير كم الفساد الحاصل فترة ما قبل الثورة، كما اعتبرت أيضا مسلسل "الراية البيضاء" من الأعمال التى تنبأت بسرقة قصور الرئاسة التى سمعنا عنها مؤخرا.
وقالت عبد الحميد، إن عكاشة لم يكن كاتبا فقط ولكنه كان بطل ونجم كل ما كان يكتبه، معتبرة نفسها من الفنانين المحظوظين لكونها عملت معه فى بدايتها الأولى بالتلفزيون المصرى، مشيرة إلى الأدوار التى أدتها فى عدد من المسلسلات مثل وقال البحر وزيزينيا وعصفور النار والنوة وليالى الحلمية.
وأكدت عبد الحميد، أنها كانت دائما ما تستشعر روح عكاشة بميدان التحرير كلما ذهبت هناك، قائلة إنه عانى الكثير وناضل من أجل المناداة بالحرية والكرامة طوال الـ30 عاما الماضية.
وأضافت عبد الحميد، أن عكاشة كان عندما يكتب أى حلقة كان لا يعيد قراءتها مرة أخرى، لافتة إلى أحد المواقف التى جمعتها وزوجها المخرج محمد فاضل به عندما كانت ذاهبة لزيارته وعندما دخلت المنزل وجدته يأكل ويشاهد التلفزيون وهو يمكث فى مكتبه ولا يلقى بالا لمن حوله وكل تركيزه بالعمل الذى يكتبه، مشيرة إلى أنه فى ذلك الوقت كان يكتب مسلسل "عصفور النار".
من جانبه، قال الكاتب والسينارست كرم النجار، إن الجزء الأخير من مسلسل ليالى الحلمية ألمح فيه عكاشة بوضوح إلى سيناريو التوريث والمناخ الفاسد الذى كان محل جدل كثير من السياسيين والمحنكين فى الفترة ما قبل 25 يناير، مشيرا إلى الابنين الذين يرثا كل شىء ومن بعد ذلك يحدث الانهيار فى العائلة بسبب الطمع والجشع، قائلا إنه عانى كثيرا من الرقابة التى وقفت أمام كثير من أعماله مواقف وصفها بـ"القذرة".
وأكد النجار على أن عكاشة كان أفضل من قدم شخصية المواطن القبطى، لافتا إلى شخصية كمال خير فى مسلسل الشهد والدموع الذى ظل لمدة 4 حلقات لم يعرف المشاهد إذا كان قبطيا أم مسلما.
وقال النجار مفصحا عن ديانته "أنا كمسيحى لم أمتلك الجرأة لتقديم أعمال مثل عكاشة لنبذ الفتنة الطائفية"، داعيا القراء لإعادة قراءة أعمال عكاشة، معتبرا أنها الحل الوحيد لعودة الوحدة الوطنية وليس كلام الشيخ أو القس.
وأشار النجار إلى أن عكاشة كان يسارى التوجه كان دائما ما ينتصر لفئة الكادحين فى كل أعماله، متذكرا عندما كان يجلس كل منهم فى غرفة يكتب عمله ولم كل منا ماذا يكتب الآخر، لافتا إلى أن عكاشة كان يعتبر المثل الشعبى الشهير "ما عدوك إلا ابن كارك" مثل مريض، لأنه كان واثقا أن ما يكتبه لم يستطع غيره كتابته.
فيما قال عنه ابنه المخرج هشام عكاشه، إنه حقق أغلب نجاحاته مع المخرجين من أبناء جيله، وردا على سؤال عن مدى تأثر عكاشه بنجيب محفوظ، فقال هشام إن هناك فرقا كبيرا بين الاثنين، مشيرا إلى أن محفوظ كان يميز بالرمزية فى كتابته ودخل فى تفاصيل الشارع والحارة المصرية، أما عكاشة فكان يتميز بالواقعية والتعمق فى النفس البشرية للشعب المصرى.
وقال عنه الكاتب والقاص سعيد الكفراوى، إنه كان طموحا، متذكرا عندما كانوا أصدقاء فى مجلة سنابل التى كان يرأس تحريرها الشاعر الراحل محمد عفيفى مطر وكان فى ذلك الوقت يكتب عكاشه القصة، وكان دائما ما يقول "أنا سوف أكتب دراما".
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حجاجي (المغرب)
من الأعلام البارزين في الوطن العربي