معصوم مرزوق

مصر لم تتغير.. بعد!!

السبت، 11 يونيو 2011 05:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل هذه هى مصر؟
الإجابة المباشرة هى «نعم».. الموقع الجغرافى نفسه لم يتغير، النيل، المدن، القرى، الشوارع والحوارى، الأهرامات، خان الخليلى، الأزهر.. نعم هى مصر الكائنة منذ الأزل، وستظل حتى آخر الزمان.
ربما تكون الإجابة من البعض بـ«لا»، على أساس أن أخلاق الناس تغيرت، البلطجة، انعدام الأمن، ضياع الحياء، غموض المستقبل، خراب الاقتصاد.. إلخ، هل نخدع أنفسنا أحيانا؟
الثابت ان البلطجة ليست وافدا جديدا، ويكفى مراجعة روايات الأديب العالمى نجيب محفوظ لنعرف أنها جزء من التراث الشعبى، ربما الخلاف فى الدرجة وليس النوع، بلطجى اليوم يختلف عن بلطجى الأمس، ولكن البلطجة موجودة دائما لم تنقطع.. أخلاق الناس لم تتغير، وربما تكمن المشكلة هنا، لأنه كان من المأمول أن تتأثر تلك الأخلاق إيجابيا بتطورات مصر الثورية.
انعدام الأمن أيضا يحتاج لإعادة قراءة، فهل ما كان قبل ٢٥ يناير يعتبر استتبابا للأمن؟ الحقيقة أن أمن الوطن والمواطن بمفهومه الواسع لا يتحقق إلا إذا توفر العدل، والعدل لا يعنى فقط استواء تطبيق القانون على الجميع، وإنما استواء توزيع الثروة دون التعدى على الملكية الخاصة أو إهمال الاحتياجات الضرورية لكل المواطنين، وأخصها الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل، العدل ينفى أيضا أى شبهة للتمييز، ومن العدل كذلك أن يشعر كل مواطن بالأمل فى غد أفضل.
إن ما يشكو منه البعض الآن ليس نتيجة للثورة، فهو ليس إلا تغير فى الدرجة وليس النوع كما ذكرت، وربما السر الخفى للشكوى هو التوقع المبالغ فيه حول نتائج هذه الثورة، فلقد سرى وهم جميل – مشروع – بأن كل الآمال الشخصية والعامة قد أصبحت فى متناول اليد، وأن ما بعد 25 يناير سوف يختلف جذريا عما قبله، حيث سيجد كل مواطن رغيف الخبز النظيف والرخيص، وسريرا فى المستشفى، ودواء، وفرصة عمل، ومرتبا مجزيا، و.. و.. وأن فريقنا القومى لكرة القدم سوف ينتصر فى كل مبارياته.
أغفل البعض أن مصر مثل الطود الشامخ الذى يواجه العواصف فى عباب المحيط، إذا أراد أن يغير الاتجاه فلابد أن يعيد الحسابات ويجهز البوصلة والملاحين المهرة، وأن يتأهب الجميع للتغلب على الدوار، مع توطين أنفسهم على الصبر حتى يمكن لهذا الطود أن يستدير وينفذ المناورة بسلام.. الخطورة هى أن يتقاطر الجميع إلى غرفة القيادة يتجاذبون الدفة ويتصارعون كل يريدها فى اتجاه.. الخطورة أيضا أن يتخيلوا أنه يمكن مواجهة العاصفة وتغيير الاتجاه بينما الجميع يتجادلون ويتشاجرون.. الأخطر هو أن يظن كل واحد أنه يمتلك جزءا من السفينة، ويتصور أنه حر فى أن يثقب هذا الجزء.
مصر لم تتغير بعد، ويجب أن ندرك هذه الحقيقة؛ لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. كل ما فى الأمر أن ركاب السفينة تمردوا على الملاح وسيطروا عليه، إلا أن السفينة لا تزال فى مهب الرياح، فإما أن ندركها، وإما ستغرق بنا جميعا.
اللهم بلغت، اللهم فاشهد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي المنسي

تمرد علي السفينة باونتي

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

لك الله يا مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة