عندما تعجز أيها المواطن عن نيّل حقوقك المشروعة أو غير المشروعة كل ما عليك فعله هو قطع أقرب طريق عام بالقرب منك؛ أو الجلوس على شريط سكة حديد لمنع مرور القطارات كما حدث فى قنا فى أزمة المحافظ أو كما حدث من عدة أيام فى مترو الأنفاق.
افعل أيها المواطن ما تريد فعله فى هذه الأيام التى تعانى فيها مصر من ضعف ووهن أمنى؛ ومن حكومة تعمل جاهدة على الخروج من الأزمات المتتالية التى يتعرض لها الإقتصاد المصرى فى محاولة منها لإنقاذ مايمكن إنقاذه، ولكن لا يهم مصلحة مصر، فقط اسع أيها المواطن للحصول على حفنة جنيهات زيادة فى المرتب أو شقة عجزت على الحصول عليها فى ظل حكومات النظام السابق، أو أختك فلانة أوعلاّنة.
أولاً: لابد أن تعلم أن الحال لو أستمر على هذا المنوال فلن تجد خلال الشهور القادمة مهيتك فى آخر الشهر لو كنت موظفاً حكومياً، ولن تجد رغيف العيش الذى نستورد قمحه بالعملة الصعبة لو كنت مواطناً عادياً، ولن تجد خدمات للدولة تقدمها لك، ستذهب من الأسوأ إلى الأسوأ، مادمت رفعت شعار ( أنا ).
فمصر تمر بأصعب فتراتها الاقتصادية، واحتياطى البنك المركزى دخل على مرحلة الخطر والنفاذ، والعمل متوقف، وهذه المظاهرات المتتالية تسىء لوضع مصر وتمنع الاستثمارات الأجنبية من العودة إلينا، وتجعل السيّاح يمتنعون عن زيارتنا، وتجعلنا نتأخر لا نتقدم، وفى النهاية لن تحصل على ما تريد لأنك تمسك بفانوس سحرى مزيف لن يخرج لك منه مارداً ليجيب طلباتك.
ألم تستحق مصر منا الانتظار إلى أن تتعافى، ألم تستحق هذه الحكومة منا الصبر عليها حتى تبدأ فى تحقيق التنمية، نحن صبرنا لأكثر من ثلاثون عاماً على نظام فاسد واستبدادى، كان لا أحد فينا يجرؤ على قطع طريق عام أو يفعل ما يفعله المواطنون فى هذه الأيام، لماذا نتعلم الديمقراطية وطريقة التعبير عن الرأى بطريقة خاطئة، لنعطى إشارة واضحة للعالم أن الشعب المصرى يجب أن يحكم بالحديد والنار بدلاً من المشاركة والمسئولية.
اعمل واجتهد وأدى ما عليك من واجب نحو وطنك ثم اطلب ما تريد، لا تنام على الرصيف أو تضرب عن العمل وتمد يدك كالمتسولين فى الشوارع تطلب الإحسان دون عمل، لا تسمع لشائعات عن نية الحكومة فى فصلك من عملك أو تخفيض مرتبك أو تهميش دورك، لأنها إشاعات المقصود بها بلبلة المواطن واستمرار حالة الفوضى، لتظل مصر فى هذه المرحلة التى نمر بها (مرحلة عدم التوازن) لأطول فترة ممكنة.
فإن كنت تنظر إلى الحاضر الوقتى والمنفعة الشخصية والفورية لك، فإننا عندما خرجنا فى 25 يناير لم ننظر إلا للمستقبل، ولم نطلب إلا إنقاذ وطننا من الغرق المؤكد فى بحر الديون والفقر والسرقة والفساد، ولم نجن من ثمار الثورة كأفراد إلى الآن أى شىء يذكر، ولم ولن نطلب منها أى شىء لأنفسنا.
ساعد مصر أيها المواطن أكثر وأكثر على الغرق حتى تموت سريعاً، ولكن اعلم أنك أول من يموت معها، وأعلم أن نهايتك متلازمة مع نهايتها، وأن لا وطن لك غير وطنك، وأنك تضيّع فرصة عمرك ومستقبل أولادك من أجل نظرة قصيرة لما تحت قدميك، وتترك الرحاب الواسعة للمستقبل من حولك.
نحن نبغي البداية والانطلاق نحو نهضة حقيقية لبلدنا وأنت تريد النهاية لها، والعجيب والغريب فى الأمر أنت وأنا وجميعنا نحب مصر ولا نرضى لها الضياع، ولكن ميراث الظلم وعدم العدالة الاجتماعية جعل بعضنا يشعر أن هذه فرصة للحصول على الحقوق الضائعة، وأنه لا يضمن عدل النظام القادم مع المواطنين، أو يثق فى وعود الحكومة الحالية أو القادمة أو أى حكومة أخرى، ولكن يجب أن تثق فى بلدك وتعمل لها لا لمصلحتك مهما كانت الأعذار، لأنها أعذار غير مقبولة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
انا المصرى
اللة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
بناء الشعب